محيي الكردوسي يكتب : مدبولي ..و”الأسطى المصري”

دخل رئيس مجلس الوزراء مصطفي مدبولي مواجهة مع نفسه مع توليه ولاية جديدة للحكومة ، بوضع 4 تحديات ،وهي قضايا شائكة منذ 43 عاما – تتمثل في الأمن القومي و بناء الإنسان المصري واقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات وتحقيق الاستقرار السياسي.

ويعتبر المحور الثالث من أخطر وأهم التحديات التي تواجه رئيس الوزراء وحكومته خلال ولايتها الجديدة بسبب العديد من القوانين التي يجب تغيير استراتيجيتها المؤسسية لتكون مناسبة لخارطة الطريق الجديدة في مقدمتها “جذب الاستثمار”، الذى تراهن عليه الحكومة نجاحها من خلال عمليات توطين الصناعة وبدء عمليات التصدير التي تحقق انفرادة كبيرة في موازنة الدولة والحد من الاقتراض وتحقيق فائض من النقد الأجنبي .

وعمليات توطين الصناعة عمود فقري في خطة دولة رئيس الوزراء وحكومته الجديدة ، لتحقق نتائج استقرار كبري في مقدمتها خفض نسبة التضخم البالغ 27.4% في مايو الماضي ، بالإضافة إلى تخفيض نسبة البطالة البالغة 6.7% خلال الربع الأول من العام الحالي وزيادة نسبة النمو من 4% إلى 5% مما يخفف الأعباء عن  المواطن ، و الخروج من الازمات الاقتصادية الكبري التي عانت منها الحكومة و الدولة المصرية خلال الفترة السابقة .

والتحدي الأكبر الذى يواجه  الدكتور مصطفي مدبولي هو صناعة ” الأسطى المصري” القادر على المواكبة مع تطور مراحل توطين الصناعة خلال الفترة المقبلة خاصة أن هذه الصناعة حديثة على كل المستويات العلمية والعملية بدءا من القيادة حتي الأسطي .

ويتم ذلك من خلال إنشاء جامعات أو مدارس محاكة صناعية حديثة بداخلها نظم الذكاء الاصطناعي  تحت اشراف وقيادة دولة رئيس مجلس الوزراء وبعيدة عن نطاق الجامعات المصرية وهذا أهم عنصر، وتسير وفقا لخريطة الاستثمار الموضوعة من قبل الحكومة ، وتكون تحت أي مسمي وتكون هذه الجامعات عملية بحتة تحمل طابع المحاكة والتدريب تحت معلمين أجانب متخصصين من الشركات الأوروبية والصينية والروسية والأمريكية  المتخصصة في هذا المجال.

ويدرب خريجي الجامعات في التخصصات المطلوبة وفقا لسوق العمل الحالية ، وتكون مدة الدراسة عاما واحدا  بنفقات رمزية تتحمل الحكومة الجانب الأعظم ، وبعد التخرج يتم تقديم الفرص المتاحة داخل مصر من الخريطة الاستثمارية الموضوعة، وفي حالة عدم الحاجة ، يتم التفاوض ، من خلال الحكومة، مع الدول التي تحتاج هذه التخصصات ليصبح ” الأسطي المصري ” صناعة مربحة وموردا هاما في زيادة إيرادات النقد الأجنبي .

وبعد التخرج يحصل المتفوقين منهم على دورات تدريب في الخارج للحصول على مستويات أعلي ليكون خبيرا ومعلما ومدربا في مجاله ، لتأهيل وتدريب غيرهم في المحافظات خاصة الصعيد الذى يستحوذ على النصيب الأكبر من نسبة البطالة والبالغة 6.7% ، بالاضافة زيادة المورد الأساسي للدولة من إيرادات المصريين في الخارج.  .

ومن هنا نكون حققنا عدة أهداف منها صنعنا “أسطي مصري” يجعل المستثمرين في حالة تأهب لاقتناص الفرص ، وهو عنصر مهم يواجههم على مدار سنوات طوال وهو غياب الأسطي المصري.

والهدف الثاني أن يكون “الأسطي المصري” مشروع صناعي دائم متحرك يمكن تصديره للدول التي تبحث عن “أسطي تكنولوجي متطور ” قادر على العمل في ظل المتغيرات الحديثة ، ويحقق أعلي الإيرادات لقيمته  المهارية ، خاصة في الدول الغربية مثل كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، ينتج عنه زيادة إيرادات العاملين بالخارج إلى ما يقرب 100 مليار دولار على المدي الطويل .

والهدف الثالث.. القضاء على المهن عديمة الجدوي الاستثمارية التي لم تحقق طموح المواطن المصري خاصة بعد انتشار “التوك توك” الذى أصبح سرطان يضرب جمال مصر الحضاري ويزيد من معدلات الجريمة بعد عمليات البناء والقضاء على العشوائيات .

والهدف الرابع .. الاعتزاز بالصانع المصري باعتباره أعلي قيمة بالنسبة للدولة المصرية لكونها لديها “أسطي” قادر على مواكبة التطور وتحقيق أعلي ربحية كونه مشروعا استثماريا يستطيع أن ينتج في أي مكان وبأقل التكاليف الاستثمارية.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى