محيي الكردوسي يكتب :«الإتربي».. حين تصنع الخبرة مجد الأوطان

مصر ما زالت وستظل تفخر بأبنائها العظماء الذين صنعوا المجد بخبراتهم التي تكونت عبر طريق طويل من العمل الشاق، امتد لعقود من الزمن، مما جعل مصر تفتخر بهم في مختلف المجالات، خاصة في عالم كرة القدم وعالم البنوك.
لقد افتخرت مصر أمس بابنها محمد صلاح الذي وضع اسمه بين عظماء كرة القدم في بريطانيا، واليوم تواصل مصر فخرها بابنها البنكيـر صاحب الخبرة التي امتدت لـ47 عامًا من العمل الشاق في عالم البنوك الخاصة والحكومية، حيث سطر مراحل مجده وتولى أرفع المناصب.
نتحدّث هنا عن البنكيـر محمد الإتربي، الذي افتخرت به مصر اليوم بعد توليه أهم منصب عربي، وهو “رئيس اتحاد المصارف العربية“، ليس للمرة الأولى فقط، بل للمرة الثانية بعد تجديد الثقة به، وهي ثقة لا تأتي من فراغ؛ فمجال البنوك من أخطر المهن التي تحدد مستقبل دول بأكملها وترسم سياساتها الاقتصادية.
رسم الإتربي خطواته مستندًا إلى خبرات اكتسبها في أعظم بنوك مصر، وعلى رأسها بنكا “مصر” و”الأهلي المصري”، اللذان يستحوذان على نصيب الأسد من السياسات النقدية للبنك المركزي المصري، الذي يُعدُّ وتدًا صلبًا لمصر في جميع أزماتها الماضية والحاضرة والمستقبلية.
اليوم، يقود محمد الإتربي 320 مؤسسة مصرفية ومالية عربية، تهدف إلى تحقيق أهداف بلدانها من خلال التوافق مع سياسة الاتحاد، الذي يقوده هذا البنكيـر المصري. كما يتولى أيضًا رئاسة اتحاد بنوك مصر، إلى جانب قيادته لأكبر بنك في البلاد، الذراع القوية التي تساند مصر في مشاريعها الاقتصادية الكبرى على مدار عقود طويلة، خاصة في العقدين الأخيرين.
لذلك، لا بد أن تفتخر مصر بأعظم أبنائها في عالم البنوك، رجل يقود سياسات أكثر من 20 دولة عربية، رجل أفنى عمره في حب عمله، وتحمل المسؤولية في أصعب الظروف، واقتنص أعلى المراكز البنكية. وما زالت مصر تقدم أبناءً عظماء في جميع مؤسساتها، دون صراخ أو ضجيج، بل بكل تواضع، حبًا في تراب هذا الوطن.