البنوك الصينية تثبت قدرتها على الصمود ودعم الاقتصاد وسط التحديات العالمية

أظهرت البنوك الصينية قدرتها على الصمود في مواجهة الهزات الاقتصادية وعدم اليقين العالمي، حيث لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الثقة الوطنية ودعم الاقتصاد.
وأشارت مجلة غلوبال فاينانس إلى استجابة بنك الادخار البريدي الصيني للزلزال الذي ضرب غرب الصين في سبتمبر/أيلول، حيث اتخذ البنك إجراءات طارئة لطمأنة السكان المحليين بأن أموالهم آمنة، ما يعكس دور القطاع المصرفي كركيزة صلبة في الأوقات الصعبة، سواء في سوق العقارات المضطربة أو التعريفات الجمركية الأمريكية على الصادرات المصنعة.
تُكرّم جوائز “نجوم الصين” البنوك التي تبرز في مجالات خدمات الشركات، إقراض المستهلكين، تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، التكنولوجيا المالية، والخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات، إضافة إلى دعم الأهداف الوطنية مثل الطاقة النظيفة، الإسكان، وتدويل الرنمينبي. وأُضيف هذا العام جائزة “أفضل بنك لخدمات الاستشارات المالية” تلبية للطلب المتزايد على الاستشارات الاستثمارية.
أظهرت البيانات المالية قوة القطاع المصرفي، حيث أفادت الإدارة الوطنية للتنظيم المالي بأن إجمالي أصول البنوك في أغسطس ارتفع بنسبة 8.4% على أساس سنوي، ليصل إلى أكثر من 462 تريليون يوان (حوالي 65 تريليون دولار أمريكي). كما ارتفعت الأصول بمقدار 20 تريليون يوان بين يناير وأغسطس وسط المخاوف العقارية وضغوط الرسوم الجمركية.
واستخدمت البنوك مركزها لدعم الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، حيث ارتفعت القروض لهذه الفئة بنسبة 12% لتصل إلى 35 تريليون يوان، وقفزت قروض الطلاب بنسبة 28% إلى 267 مليار يوان. وأكد زو لان، نائب محافظ بنك الشعب الصيني، التزامه بدعم ريادة الأعمال وتوفير فرص عمل للعمال والخريجين والنساء، مع توجيه القروض نحو الشركات الصغيرة والمتوسطة النشطة في التجارة الخارجية وتعزيز الاستهلاك المحلي.
وفي قطاع الرهن العقاري، بلغ رصيد الرهن العقاري الشخصي في النصف الأول من 2025 نحو 37 تريليون يوان، مع توقعات بتحسن الأداء في الرهن العقاري الجديد على أساس سنوي وفقًا لتصريحات جي تشي هونغ، نائب الرئيس التنفيذي لبنك التعمير الصيني (CCB).
كما يشهد قطاع إدارة الثروات والخدمات المصرفية الخاصة نموًا كبيرًا، مع توسع البنوك في تقديم منتجات بديلة لحسابات التوفير منخفضة الفائدة، مدعومة بتكنولوجيا مالية متقدمة، بما في ذلك المنصات الإلكترونية، تطبيقات الهواتف المحمولة، والذكاء الاصطناعي.
ويواصل القطاع المصرفي تعزيز الاقتصاد من خلال تمويل التجارة، تبسيط العمليات الرقمية عبر الحدود، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع مساهمة كبيرة في مبادرات مثل خفض انبعاثات الكربون والطاقة الخضراء، وتوسيع العلاقات المالية مع هونغ كونغ ودعم مبادرة الحزام والطريق. وارتفعت القروض المتعلقة بالمشاريع الخضراء بنسبة 14% لتصل إلى 42 تريليون يوان بين يناير ويوليو.
وتستمر البنوك في ترقية المسؤولين التنفيذيين الشباب، حيث شملت التعيينات الأخيرة زو لان ووانغ شوغوانغ وأصغر رئيس بنك وطني على الإطلاق في بنك هنغفينغ باي يوشي (43 عامًا)، في إشارة إلى التطلع إلى المستقبل وتعزيز الابتكار.
في الوقت نفسه، يشهد القطاع إغلاق ودمج نحو 210 بنوك صغيرة ومتوسطة الحجم في عام 2025، ضمن عملية تنظيمية مرتبطة بانكماش عدد سكان الريف وتوسع الخدمات الرقمية، في حين تحتفظ البنوك المرنة بالقدرة على التكيف مع التغيير والحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني.





