اليابان تدمج شركاتها الكيماوية الكبرى لمواجهة فائض الإنتاج الصيني

تتخذ شركات الكيماويات الكبرى في اليابان خطوات جريئة لمواجهة عاصفة ضغوط الهامش الناجمة عن فائض الطاقة البتروكيماوية الصينية.

في خطوةٍ فاصلة، وقّعت شركات ميتسوي للكيماويات، وإيديميتسو كوسان، وسوميتومو للكيماويات مذكرة تفاهم لدمج عملياتها المحلية لإنتاج البولي أوليفينات ضمن مشروع برايم بوليمر، وهو المشروع المشترك القائم بين ميتسوي وإيديميتسو. تُعد البولي أوليفينات، والبولي بروبيلين، والبولي إيثيلين موادًا أساسيةً لصناعات متنوعة، من صناعة السيارات إلى التعبئة والتغليف.

ووفقًا لتقرير حديث لمجلة Global Finance، مع مساهمة الصين بأكثر من 40% من الإنتاج العالمي للكيماويات واستمرارها في توسيع طاقتها الإنتاجية، يواجه المنتجون الآسيويون انخفاضًا في معدلات الاستخدام وتراجعًا في هوامش الربح. وقد عملت مراكز الإيثيلين المحلية في اليابان بأقل من 80% من طاقتها الإنتاجية لمعظم عام 2024، أي أقل بكثير من نقطة التعادل البالغة 90%، مما أثار دعوات للترشيد وإعادة الهيكلة.

من المتوقع أن يرفع هذا التكامل المخطط له، والمُقرر تنفيذه في أبريل 2026، الطاقة الإنتاجية لشركة برايم بوليمر بأكثر من 25%، ومن المتوقع أن يُحقق وفورات سنوية في التكاليف تتجاوز 8 مليارات ين. من الناحية الاستراتيجية، يُمثل هذا أكبر عملية دمج في قطاع البَتروكيماويات في اليابان منذ أوائل القرن الحادي والعشرين، ويشير إلى اتجاه أوسع نطاقًا: تحويل المحافظ الاستثمارية من الشركات السلعية ذات الهوامش المتقلبة نحو الكيماويات المتخصصة، ومواد الإلكترونيات، وحلول الكيمياء الخضراء.

تأتي عمليات الاندماج المقترحة في الوقت الذي يُصعّد فيه المستثمرون النشطون الضغط على شركات الكيماويات اليابانية لتعزيز كفاءة رأس المال وتحقيق قيمة أكبر للمساهمين. وقد حثّت صناديق استثمارية أجنبية، مثل أواسيس مانجمنت وسيلشيستر، مجالس الإدارات على إغلاق أو بيع أو فصل الأقسام ذات الأداء الضعيف. وإلى جانب إصلاحات بورصة طوكيو التي تُركّز على تحقيق عائد أعلى على حقوق الملكية وتخفيض حصص الملكية المتبادلة.

ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، عالميًا يعكس هذا موجةً من ترشيد الطاقة الإنتاجية في أوروبا وتبسيط المحافظ الاستثمارية في الولايات المتحدة، حيث تسعى صناعة الكيماويات إلى استعادة ربحيتها في ظل فائض الطاقة الإنتاجية وارتفاع تكاليف الطاقة. بالنسبة للأسهم اليابانية، قد يكون التكامل الثلاثي بين ميتسوي وإيديميتسو وسوميتومو حافزًا لإعادة تقييم القطاع، لا سيما إذا تُرجمت أوجه التآزر إلى تحسين الهوامش وتخصيص رأس المال بشكل أكثر انضباطًا.

إذا نجحت هذه الجهود، فقد تتمكن شركات الكيماويات العملاقة في اليابان أخيرًا من تحقيق ما طالب به النشطاء والمستثمرون منذ فترة طويلة: صناعة أكثر رشاقة وخضرة وتنافسية، قادرة على الصمود في وجه مساعي الصين للهيمنة العالمية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى