رئيس وزراء السويد السابق يدعو للتخلي عن الأسلحة النووية وتعاون عالمي من أجل الكوكب

خلال فعاليات اليوم الأول من منتدى القاهرة الثاني (Cairo Forum2)، استعرض ستيفان لوفين، رئيس الوزراء السويدي السابق، في جلسة رئيسية، أبرز التحديات والتهديدات التي تواجه العالم، محذرًا من أن العالم يسير في الاتجاه الخاطئ سواء في قضايا الأمن أو المناخ أو العدالة الاقتصادية.

وقال لوفين إن أكثر من 3 مليارات شخص يعيشون في دول تُنفق على فوائد البنوك أكثر مما تُنفق على التعليم والصحة، مشيرًا إلى أن الإنفاق العسكري العالمي تجاوز 2.7 تريليون دولار سنويًا، في حين ينفق العالم 5.7 تريليون دولار دعمًا للوقود الأحفوري. وأضاف: “كيف ندّعي نقص الموارد ونحن نوجّه المليارات إلى ما يهدد الكوكب؟”

وانتقد رئيس وزراء السويد السابق السباق نحو التسلح، مؤكدًا أن مزيدًا من الأسلحة يعني مزيدًا من اللا أمن، داعيًا إلى التعاون متعدد الأطراف لإنقاذ البشرية من التدهور المناخي والنزاعات المسلحة، ومشددًا على أن الوقت قد حان للتخلص من الأسلحة النووية التي تمثل خطرًا وجوديًا على الكوكب.

وفي كلمته، أوضح أن أكثر من 100 دولة حول العالم تشهد نزاعات، أغلبها حروب أهلية وإرهاب، وأن 35 دولة إفريقية تعاني من صراعات مزمنة، لافتًا إلى أن هذه الأوضاع تُغذّي حلقة من انعدام الأمن وتُضعف جهود التنمية.

وأكد لوفين أن العالم بحاجة إلى تحالف دولي حقيقي يعزز الديمقراطية ويواجه إنكار التغير المناخي، مشيرًا إلى أن درجة حرارة الكوكب تجاوزت 1.5 درجة مئوية، وأن بعض القادة ما زالوا ينكرون الخطر. وأضاف: “الكوكب يسير في الطريق الخاطئ، والاحتباس الحراري حقيقة لا يمكن تجاهلها”.

كما تطرق إلى عدم المساواة في توزيع الموارد، مؤكدًا أن إجمالي الثروات العالمية يبلغ نحو 450 تريليون دولار، لكنها غير موزعة بعدالة، داعيًا إلى دمج التمويل العام والخاص لمواجهة التغيرات المناخية وتحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة.

وشدد على أن الأمن الحقيقي لا يأتي من الأسلحة بل من العدالة والمساواة والتنمية، محذرًا من أن الحروب النووية تمثل دمارًا شاملًا للإنسانية، وقال: “القرن الماضي من الجنون كافٍ.. حان الوقت للعالم كي يبحث عن الحياة لا الفناء”.

وأشار إلى أهمية دور الأمم المتحدة والنظم متعددة الأطراف في حفظ السلام والتنمية، داعيًا إلى إصلاح المنظومة الدولية لتكون أكثر فاعلية، مشيدًا بدور صندوق النقد الدولي في دعم الدول النامية، لكنه دعا إلى إعادة هيكلة ديون الدول الفقيرة وتوجيه الموارد إلى الصحة والتعليم بدلًا من الفوائد البنكية.

ووفقًا «بوابة المصرف»، اختتم ستيفان لوفين كلمته بالدعوة إلى شراكة عالمية عادلة ترتكز على تحقيق العدالة المناخية والرقمية، مشيرًا إلى ضرورة دمج الشباب والنساء والمجتمع المدني في صنع القرار، مؤكدًا أن “الميثاق من أجل المستقبل” هو الطريق نحو تعاون دولي أكثر توازنًا وإنسانية، مرددًا كلمات نيلسون مانديلا: “دائمًا ما يبدو الأمر مستحيلًا حتى يُنجز.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى