البنوك الأمريكية تتعاون وتتنافس مع شركات الأسهم الخاصة في سوق الائتمان الخاص

مع تراجع البنوك عن إقراض الشركات ذات الجدارة الائتمانية الأقل على مدى العقود الماضية، وتحديدًا بعد الأزمة المالية في 2008، برزت شركات الأسهم الخاصة لتملأ هذا الفراغ من خلال صناديق ائتمان خاصة وأدوات تمويل مخصصة للشركات متوسطة الحجم، وغالبًا تلك الموجودة ضمن محافظها.
ولكن بدلاً من البقاء على الهامش، بدأت مجموعة متزايدة من البنوك بالتعاون مع شركات الأسهم الخاصة أو التنافس معها في إصدار الائتمان الخاص، إما مباشرة من خلال أموالها الخاصة أو عبر شركات الأسهم الخاصة نفسها.
وقد قدّر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مايو 2023 حجم الإقراض المصرفي لصناعة الائتمان الخاص بنحو 200 مليار دولار، مع الإشارة إلى أن الرقم قد يكون أقل من الواقع الفعلي. وأظهر تقرير ديلويت أن الإقراض المصرفي انخفض من 44% من إجمالي اقتراض الشركات الأميركية في 2020 إلى 35% في 2023.
تعكس هذه الاتجاهات قوى العرض والطلب، حيث أدت عمليات دمج البنوك والتشديدات التنظيمية بعد الأزمة المالية إلى تراجع الإقراض المصرفي في السوق المشتركة، بينما توفر صناديق الائتمان الخاصة سرعة ومرونة وسرية أكبر للشركات، ما يجعلها جذابة للشركات المتوسطة والكبيرة على حد سواء.
وتشير دراسة حديثة لديلويت على أكبر 50 بنكًا أميركيًا، بما في ذلك المؤسسات المصرفية الأجنبية، إلى أن البنوك تميل لتمويل الشركات متوسطة الحجم من خلال الائتمان الخاص للحفاظ على مخاطر ائتمانية أقل مع استمرار العلاقات الاستشارية مع المقترضين.
وتعمل بعض البنوك مثل جولدمان ساكس ومورجان ستانلي وستاندرد تشارترد على إنشاء وحدات ائتمان خاص خاصة بها، في حين تتعاون بنوك أخرى مثل بنك أوف أميركا وسيتيزنز فاينانشالوبي إن سي فاينانشال وويلز فارجومع شركات الأسهم الخاصة عبر توفير القروض لصناديقها.
وبحسب وكالة فيتش، يعتبر ويلز فارجو أكبر مقرض لصناديق الائتمان الخاصة، بقروض تجاوزت 57 مليار دولار حتى نهاية الربع المنتهي في يونيو، يليه بنك بي إن سي بـ 28.9 مليار دولار، وبنك أوف أميركا بـ 24.2 مليار دولار.
وتجد ديلويت أن بعض البنوك الإقليمية تشارك في الائتمان الخاص من خلال ترتيبات خدمة الصناديق ونقل المخاطر، بينما تقوم البنوك الأجنبية بالإقراض عبر تمويل الصناديق أو الاستفادة من قدرات بلدانها الأصلية. وعموماً، ارتفعت أرصدة القروض المصرفية للائتمان الخاص بنسبة 23% في الربع المنتهي في يونيو مقارنة بالربع السابق.
ووفقا بوابة المصرف، رغم أن الترابط بين البنوك المنظمة ووسطاء الائتمان الخاص أثار مخاوف الجهات التنظيمية، بما في ذلك بنك إنجلترا وبنك التسويات الدولية والبنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلا أن وكالة فيتش ترى أن مخاطر الاستقرار المالي الناجمة عن الإقراض لوسطاء الائتمان الخاص محدودة في الوقت الحالي.





