سباق الذهب يشتعل.. الصين تقترب سرًا من تجاوز الولايات المتحدة في الاحتياطي العالمي

كشفت بيانات حديثة نشرتها صحيفة إل بايس الإسبانية أن مشتريات الصين الفعلية من الذهب تتجاوز الأرقام الرسمية المعلنة بنحو عشرة أضعاف، في مؤشر على أن بكين باتت تقترب من انتزاع المركز الثاني عالميًا وربما تهديد الصدارة الأمريكية في احتياطي الذهب.

ووفق تحليل أعدّه إنما بونيه وغييرمو أبريل، فإن الارتفاع القياسي لأسعار الذهب — الذي صعد بأكثر من 40% منذ بداية 2025 ليبلغ 4380 دولارًا للأونصة في أكتوبر — تقف خلفه عمليات شراء واسعة وغير معلنة تقودها الصين بصورة مستمرة.

ورغم أن بنك الشعب الصيني يشير إلى حيازة رسمية تبلغ 2304 أطنان من الذهب، بما يمثل نحو 8% من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية، فإن تقديرات مستقلة تشير إلى أن حجم الاحتياطي الحقيقي قد يصل إلى 5000 طن، وفق تصريحات بروس إكيميزو، مدير جمعية سوق الجملة للسبائك الذهبية في اليابان.

تحليل بنك سوسيتيه جنرال يدعم هذه الفجوة الكبيرة، إذ تُظهر بيانات واردات الذهب البريطانية — الأكثر موثوقية — أن بكين قد أضافت أكثر من 1080 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها منذ منتصف 2022، بمعدل شراء مستدام يبلغ نحو 33 طنًا شهريًا خلال أشهر النشاط.

ويؤكد محللو الأسواق أن الصين تستغل حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتزايد التشرذم العالمي للابتعاد تدريجيًا عن الدولار الأمريكي، وإعادة هيكلة احتياطياتها باتجاه الذهب، في مسار يشبه ما فعلته روسيا بعد تجميد أصولها في الخارج.

ويرى خبراء مثل مايكل هايغ، رئيس أبحاث السلع في سوسيتيه جنرال، أن تراكم الذهب بات «أداة لحماية العملة في عالم غير مستقر»، مشيرًا إلى أن الاتجاه الحالي طويل الأمد وقد يدفع الذهب لاختراق حاجز 5000 دولار للأونصة في وقت لاحق.

هذا التوجه العالمي لزيادة الاحتياطيات الذهبية — من الصين إلى الهند وبولندا — يصفه محللون بأنه «علامة على عصر جيوسياسي جديد تتراجع فيه الثقة بين الدول»، حيث يصبح الذهب هو «العملة الوحيدة التي لا يمكن مصادرتها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى