الجنيه المصري يحقق مكاسب تاريخية أمام الدولار بدعم صفقة مراسي وتدفقات الأجانب

قفز الجنيه المصري اليوم الاربعاء إلى أعلى مستوياته أمام الدولار منذ أكثر من عام، بدعم من تدفقات الأموال الأجنبية على أدوات الدين الحكومية وصفقة “مراسي البحر الأحمر” العقارية الخليجية، بالإضافة إلى ارتفاع تحويلات المصريين في الخارج والدخل السياحي.

وبحسب بيانات البنك الأهلي المصري، سجل الدولار 47.98 جنيه للشراء و48.08 جنيه للبيع، محققًا مكاسب إجمالية بلغت 55 قرشًا خلال يومين فقط. وفي الأسواق الخارجية، أكد تقرير بلومبرغ أن الجنيه وصل لأعلى مستوى له منذ يوليو 2024.

أسباب الصعود

أوضح محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة البنك المصري الخليجي، أن صعود الجنيه جاء نتيجة تباطؤ معدل التضخم لشهر أغسطس، وانخفاض تكلفة التأمين على أدوات الدين، بالإضافة إلى توقعات صرف 2.4 مليار دولار من صندوق النقد الدولي بعد المراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.

تدفقات الأجانب وصفقة مراسي

شهدت السوق المصرية إقبالاً قوياً من المستثمرين الأجانب على أذون وسندات الخزانة، إذ جمعت الحكومة نحو 2.11 تريليون جنيه خلال يوليو وأغسطس، بنسبة 59% من القيمة المستهدفة، مدعومة بأسعار فائدة مرتفعة بلغت 22% على الإيداع و23% على الإقراض لليلة واحدة.

كما ساهمت صفقة “مراسي البحر الأحمر”، التي أطلقتها شركة إعمار مصر المملوكة للملياردير الإماراتي محمد العبار بالشراكة مع رجل الأعمال السعودي حسن شربتلي، باستثمارات متوقعة 18.5 مليار دولار، في تدعيم المعروض من النقد الأجنبي ورفع قوة الجنيه.

مصادر النقد الأجنبي

ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي إلى 49.25 مليار دولار بنهاية أغسطس، مدعومة بنمو إيرادات السياحة بنسبة 22% في النصف الأول من العام إلى 8 مليارات دولار، وزيادة عدد السائحين إلى 8.7 مليون، في وقت تهدف الحكومة لجذب 18 مليون سائح بنهاية 2025.

في الوقت نفسه، سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج مستوى قياسيًا بلغ 36.5 مليار دولار خلال العام المالي 2024-2025، بارتفاع 66% عن العامين السابقين، مما ساهم بشكل مباشر في دعم الجنيه أمام الدولار.