تقترب الولايات المتحدة والصين من التوصل إلى اتفاق حول المعادن النادرة قبل حلول عيد الشكر، وفق تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أكد أن الجانبين يعملان على إنهاء التفاصيل النهائية عقب الاجتماع بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس شي جين بينج في كوريا الجنوبية.

وأوضح بيسنت خلال ظهوره في برنامج “صنداي مورنينغ فيوتشرز” أن الاتفاق يستند إلى الإطار التجاري الذي تم الإعلان عنه الشهر الماضي، والذي أوقفت بموجبه الصين خطتها لتطبيق نظام تراخيص تصدير جديد كان سيحد من وصول واشنطن إلى المعادن الأرضية النادرة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية.

وتُعد هذه المعادن عنصرًا حاسمًا في التصنيع الأمريكي، بما في ذلك الصناعات الدفاعية وأجهزة تعدين العملات الرقمية، ما يجعلها محورًا استراتيجيًا في العلاقات التجارية بين البلدين. ونفى بيسنت تقريرًا نشرته صحيفة وول ستريت جورنال بشأن نية بكين تقييد إمدادات المعادن للشركات الأمريكية ذات العلاقات العسكرية، مؤكدًا التزام الصين بما تم الاتفاق عليه في قمة كوريا.

غير أن ملفًا آخر ضمن الاتفاق بين ترامب وشي يشهد تعثرًا واضحًا، وهو ملف فول الصويا. فقد كشفت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن الصين اشترت 332 ألف طن فقط منذ القمة، مقارنةً بـ 12 مليون طن وعدت بشرائها بحلول يناير، و25 مليون طن سنويًا على مدى ثلاث سنوات، وفق تصريحات وزيرة الزراعة بروك رولينز.

ويشير محللون إلى أن الصين لا ترى حافزًا كبيرًا للعودة إلى السوق الأمريكية، إذ تمتلك إمدادات متوفرة بكثرة من البرازيل ودول أخرى، بينما يستمر فول الصويا الأمريكي في مواجهة تعريفة جمركية 24% رغم التخفيضات الأخيرة. وقال تانر إهمكي، كبير اقتصاديي بنك كوبانك، إن الصين لم توضح أي التزامات شراء جديدة، مضيفًا أن الاتفاق الزراعي قد لا يتحقق إلا إذا انخفضت الأسعار لمستوى مناسب لبكين.

وتراجعت أسعار فول الصويا بنحو 23 سنتًا إلى 11.24 دولارًا للبوشل بعد البيانات الأخيرة، وسط شكوك بشأن تنفيذ الصين لأي خطة شراء كبيرة. ورغم تصريحات ترامب بأن بكين ستشتري المزيد، فإن الأسواق لم تظهر قناعة بسبب غياب الأرقام والجدول الزمني.

ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، لا يزال الجانب الزراعي من الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين يعاني من عدم اليقين، بينما يبدو ملف المعادن النادرة الأقرب للوصول إلى اتفاق نهائي خلال الأسابيع المقبلة.