السيارات الصينية تتفوق في أوروبا رغم حرب الأسعار المحلية
شهد معرض ميونيخ للسيارات في ألمانيا، الذي اختتم في 14 سبتمبر، حضورًا قويًا للسيارات الصينية الكهربائية، حيث أثبتت شركات مثل BYD وXpeng وChangan وDongfeng قدرتها على منافسة العلامات الأوروبية التقليدية من حيث التكنولوجيا والأسعار، مع استهداف أوروبا كهدف رئيسي لتوسعاتها التصديرية العالمية.
وتواجه الشركات الصينية في السوق المحلي تحديات بسبب حرب أسعار مستمرة منذ أكثر من عامين، ناجمة عن زيادة الطاقة الإنتاجية المفرطة، ما أدى إلى انخفاض متوسط سعر السيارة بنسبة 19% خلال العامين الماضيين، ووصوله إلى نحو 165 ألف يوان (حوالي 23 ألف دولار). كما تكبدت شركات كبرى مثل BYD وGeely تراجعًا في الأرباح رغم نمو الإيرادات.
ارتفعت الحصة السوقية للعلامات المحلية من 34% في 2020 إلى 69% في الأشهر الأربعة الأولى من 2025، مما أدى إلى مزيد من الضغوط على الشركات الأجنبية مثل فورد وGM وتويوتا ونيسان، التي تكافح لمواكبة سرعة الابتكار لدى المنافسين الصينيين.
حاولت الحكومة الصينية الحد من آثار المنافسة المفرطة عبر توجيه الشركات بوقف تخفيضات الأسعار وتسريع المدفوعات للموردين، إلا أن الحرب السعرية استمرت بأشكال أقل وضوحًا مثل التأمين المجاني، التمويل بدون فوائد، والشحن المجاني.
ورغم التحديات، لا تزال الشركات الرائدة مثل BYD وChery وGeely وXpeng وLi Auto قوية وقادرة على تحقيق الأرباح أو الحفاظ على التوازن المالي، مع الاستفادة من الصادرات التي ارتفعت إلى نحو 3.5 ملايين سيارة في النصف الأول من 2025، ما يجعل الصين أكبر مصدر للسيارات عالميًا، متجاوزة اليابان.
تظل أوروبا الوجهة الأساسية للسيارات الكهربائية الصينية، رغم الرسوم الجمركية المفروضة من الاتحاد الأوروبي في 2024، حيث استحوذت العلامات الصينية على 5.2% من مبيعات غرب أوروبا في النصف الأول من العام، مقارنة بـ 3.1% قبل عام.
تشير التوقعات إلى أن الحرب السعرية في الصين قد تعزز قوة الشركات الأكثر كفاءة، فيما من المتوقع أن تستمر الصين في تصدير سيارات كهربائية بأسعار تنافسية، لتثبيت مكانتها كقوة عالمية في صناعة السيارات الكهربائية.
