دول الخليج تصدر ديونًا أجنبية بأدنى عائد في سبتمبر 2025

شهدت أسواق المال في دول الخليج نشاطًا استثنائيًا في إصدار الديون الأجنبية خلال شهر سبتمبر 2025، حيث بلغ إجمالي الإصدارات أكثر من 33 مليار دولار أمريكي، مسجلةً أدنى عائد قياسية منذ سنوات. ويعكس هذا الاتجاه ثقة المستثمرين الدوليين في قوة واستقرار الاقتصادات الخليجية، مع سعي الحكومات لتمويل مشاريع استراتيجية بتكلفة منخفضة.
وساهمت توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) في تعزيز الطلب على سندات الخليج بالدولار، إذ يسعى المستثمرون إلى تحوط ضد التضخم والحصول على عوائد مضمونة قبل الانخفاض المتوقع لتكلفة التمويل عالميًا.
السعودية تتصدر إصدارات الديون
أصدرت السعودية سندات وصكوك بقيمة تقارب 20 مليار دولار أمريكي، بهدف دعم العجز في الميزانية وتمويل المشاريع الكبرى رغم تقلب أسعار النفط. وقد جذبت هذه الإصدارات طلبًا عالميًا قويًا، مؤكدًا ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي والاستقرار المالي طويل الأمد.
الكويت تعود للأسواق بعد 8 سنوات
بعد انقطاع دام 8 سنوات، عادت الكويت إلى الأسواق الدولية بإصدار سندات بقيمة 11.25 مليار دولار أمريكي، بعد رفع سقف الدين العام وموافقة السلطات المالية على التمويل الجديد. وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية تنويع مصادر التمويل لدعم السيولة الوطنية.
أبوظبي تحقق رقماً قياسياً في علاوات العائد
أصدرت أبوظبي سندات لمدة 10 سنوات بقيمة 2 مليار دولار أمريكي بعائد منخفض للغاية بلغ 18 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية، مسجلةً أدنى علاوات في تاريخها. بلغ الطلب على الإصدار 11.5 مليار دولار أمريكي، ما يعكس ثقة المستثمرين في الائتمان السيادي للإمارة.
البحرين تجمع التمويل رغم الدين المرتفع
تمكنت البحرين من جمع الأموال عبر إصدار سندات، رغم ارتفاع مستوى الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، مع تسجيل عوائد أعلى مقارنة بدول الخليج الأخرى، مما يدل على قدرة البلاد في جذب رؤوس الأموال الدولية.
تحذيرات وخطط مستقبلية
بينما تستفيد دول الخليج من الظروف التمويلية المواتية، يحذر الخبراء من تراكم مستويات الدين العام، التي قد تؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاقتراض مستقبلاً. وتعد هذه الإصدارات خطوة استراتيجية لتعزيز السيولة وتمويل المشاريع الكبرى مع مراعاة استدامة النمو الاقتصادي والمالي.
سجل سبتمبر 2025 نشاطًا قياسيًا في أسواق الديون الخليجية، حيث استفادت الدول من الطلب العالمي القوي وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية لتحقيق أدنى علاوات عائد تاريخية. وتعكس هذه الإصدارات ثقة المستثمرين في استقرار الاقتصاد الخليجي وقدرة الحكومات على إدارة الدين بكفاءة، مع الحفاظ على مكانة المنطقة كمركز مالي جذاب عالميًا.





