الصين تواجه الحرب التجارية بثبات وتدافع عن ضوابط تصدير المعادن النادرة

أكدت الصين أنها لا تخشى الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، ووصفت الإجراءات الأمريكية الأخيرة بأنها تعتمد على “المعايير المزدوجة”، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية. وفقًا لـ«بوابة المصرف»، تأتي هذه التوترات وسط إعلان بكين عن ضوابط تصدير جديدة على المعادن الأرضية النادرة، وهو ما اعتبرته الصين إجراءً “مشروعًا” بموجب القانون الدولي.

وأوضح المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن موقف بكين بشأن الحرب التجارية ثابت: “نحن لا نريدها، لكننا لسنا خائفين منها”. وأضاف أن الولايات المتحدة “تسيء استخدام ضوابط التصدير وتفرض إجراءات تمييزية أحادية الجانب”، مشيرًا إلى أن قائمة مراقبة التجارة الأمريكية تشمل أكثر من 3000 عنصر، أي أكثر من ثلاثة أضعاف العناصر المدرجة في قائمة مراقبة الصين للسلع ذات الاستخدام المزدوج.

وشددت الوزارة على أن القيود الجديدة تهدف إلى “تعزيز نظام مراقبة الصادرات وحماية السلام العالمي والاستقرار الإقليمي”، فيما أضافت أن هذه الضوابط لا تشكل حظرًا على التصدير، وأن الطلبات التي تستوفي الشروط ستتم الموافقة عليها. وتُلزم هذه القيود الكيانات الأجنبية بالحصول على ترخيص لتصدير المنتجات التي تحتوي على أكثر من 0.1% من العناصر الأرضية النادرة، مع رفض الطلبات المستخدمة لأغراض عسكرية.

وفي رد فعل فوري، أعلنت الولايات المتحدة عن فرض رسوم إضافية على الواردات الصينية وقيود على البرامج الحيوية، ما أدى إلى هبوط الأسواق الأمريكية ومحو 2 تريليون دولار من قيم الأسهم في يوم واحد. الصين، التي تتحكم بحوالي 70% من الإمدادات العالمية للمعادن النادرة، استخدمت هذه الموارد مرارًا كأداة للتفاوض في المناقشات التجارية.

وفقًا للوزارة الصينية، فإن هذه الإجراءات الدفاعية تأتي ردًا على السياسات الأمريكية التي “قوضت بشدة أجواء المحادثات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين”، وتؤكد استمرار بكين في اتخاذ إجراءات حماية سلسلة التوريد العالمية.

تعكس هذه التطورات تصاعد التوترات بين القوتين الاقتصاديّتين، مع استمرار المحادثات التجارية رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيين وصينيين، بينما يظل موعد الاجتماع المرتقب بين ترامب وشي جين بينج محل متابعة دقيقة من الأسواق والمستثمرين العالميين.