الذهب يتراجع: تصحيح طبيعي أم بداية هبوط طويل؟

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا مؤخرًا بعد موجة صعود قوية، وسط مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية. جاء هذا التراجع بعد صعود الدولار الأمريكي مجددًا، نتيجة تأجيل توقعات الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين لإعادة جزء من السيولة التي كانت متجهة للذهب إلى العملة الأمريكية.

كما لعبت عوائد السندات الأمريكية المرتفعة دورًا رئيسيًا في الضغط على أسعار الذهب، حيث يميل المستثمرون إلى بيع الذهب غير العائد وشراء السندات المغرية بالفائدة. من ناحية أخرى، ساهمت التهدئة النسبية على الصعيد الجيوسياسي في تقليص “سعر الخوف”، ما أثر على الاتجاه الصعودي للذهب خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب «بوابة المصرف »، السوق حاليًا يمر بمرحلة تصحيح طبيعي وليس انهيارًا كاملًا، مع استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية، وخصوصًا في الصين والهند ودول الخليج التي تزيد احتياطياتها من الذهب كجزء من خطط التنويع بعيدًا عن الدولار.

من ناحية الاستراتيجيات الاستثمارية، يشير الخبراء إلى أن البيع تحت القمة مناسب فقط للمستثمرين الذين يحتاجون للسيولة، بينما مشترو الذهب قبل الصعود الكبير ما زالوا في مكسب. أما المشترون الجدد، فالأفضل اتباع استراتيجية الشراء التدريجي على مراحل لتقليل المخاطر، خاصة مع تذبذب الأسعار.

توقعات نهاية 2025 تتراوح بين سيناريوهين:

  • السيناريو الأكثر احتمالًا: يبدأ الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة تدريجيًا في النصف الأول من 2025، مما سيدعم ارتفاع الذهب مرة أخرى.

  • السيناريو الأقل احتمالًا: استمرار الفائدة العالية وقوة الدولار، ما قد يؤجل مكاسب الذهب.

في المجمل، يوصي الخبراء بالاحتفاظ بالذهب طويل الأجل وعدم الانسياق وراء التقلبات اليومية، بينما يركز المضاربون على تحركات الدولار والعوائد المالية كمرشد رئيسي لاتجاهات السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى