روسيا تمهد لإطلاق عملة مستقرة مدعومة بالروبل لتعزيز التسويات الدولية

أكدت محافظ البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا أنه يمكن بالفعل إصدار العملات المستقرة في روسيا، لكنها شددت على أن استخدامها في المدفوعات المحلية لا يزال مرفوضًا، تمامًا كما هو الحال مع العملات المشفرة.
وجاءت تصريحات نابيولينا خلال جلسة لمجلس الدوما، حيث عرضت السياسات النقدية للبنك للفترة من 2026 إلى 2028، مشيرة إلى أن البنك المركزي يرى في العملات المستقرة وسيلة فعّالة للتسويات الدولية وجذب الموارد الأجنبية إلى الاقتصاد الروسي.
وأضافت نابيولينا: “في الواقع يمكن إصدار عملات مستقرة، لكننا لا نعتقد أنه ينبغي استخدامها في التسويات المحلية”، موضحة أن هناك نظامًا قانونيًا تجريبيًا يسمح باستخدام الأصول الرقمية في التجارة الخارجية فقط.
وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع دعوات من مجلس الشيوخ الروسي لوضع قواعد تنظيمية واضحة لإصدار العملات المستقرة المقومة بالروبل.
وقال أرتيم شيكين، نائب رئيس مجلس تطوير الاقتصاد الرقمي، إن غياب اللوائح الحالية يعيق إصدار هذه العملات ويزيد الاعتماد على البنى التحتية الأجنبية، مما يقلل من فرص تطوير التسويات بالعملة الوطنية.
وطالب شيكين بتحديد متطلبات الاحتياطي، وآليات المراقبة، وقواعد التطبيق المسموح بها، مؤكدًا أن العملات المستقرة أصبحت عنصرًا أساسيًا في البنية المالية الحديثة وتُستخدم بالفعل في التحويلات عبر الحدود وتسويات الشركات.
وأشار إلى أن من “الأهمية الاستراتيجية لروسيا” تطوير نهجها الخاص لإصدار وتنظيم العملات المستقرة بالروبل لتعزيز مكانة العملة الوطنية في الفضاء الرقمي وتقليل الاعتماد على الأنظمة الغربية.
ووفقًا لتقارير من Chainalysis، أصبحت روسيا أكبر دولة في أوروبا من حيث تبني العملات المشفرة خلال العام الحالي، بفضل الاستخدام المتزايد لعملات مستقرة مثل A7A5، والتي يتم دعمها بودائع في بنك روسي رغم إصدارها من كيان مسجل في قيرغيزستان.
ووفقًا «بوابة المصرف»، فإن خطوة البنك المركزي الروسي نحو العملات المستقرة تمثل تحركًا استراتيجيًا لتعزيز استقلال النظام المالي الروسي ومواكبة التحول العالمي نحو المدفوعات الرقمية الآمنة.





