«جلوبال فاينانس»: مصر تقود اقتصاد شمال إفريقيا والبنوك المصرية تتصدر التحول الرقمي القاري

تُعد مصر أكبر سوق في شمال إفريقيا بلا منازع، حيث يتجاوز عدد سكانها 110 ملايين نسمة، نصفهم تقريبًا دون سن الثلاثين، وفقًا لتقرير حديث صادر عن مجلة «جلوبال فاينانس» العالمية.

وأشار التقرير إلى أن مصر بدأت تخرج من أزمة مالية حادة كادت أن تُفضي إلى الإفلاس في عام 2024، إلا أنها تتجه لتحقيق نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8% خلال عام 2025، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.

وأوضح التقرير أن الاقتصاد المصري، رغم اعتماده على الدعم الأجنبي والواردات، يتمتع بقاعدة صناعية قوية تشمل قطاعات المنسوجات، وتصنيع الأغذية، والسيارات، والأدوية، مشيرًا إلى أن الإصلاحات الأخيرة — بما في ذلك تعويم الجنيه المصري — ساهمت في استقرار الاقتصاد وجذب اهتمام المستثمرين الأجانب.

كما لفتت المجلة إلى أن القاهرة تُعد مركزًا ماليًا رئيسيًا في القارة، وتضم بعض أكبر البنوك في إفريقيا وأكثرها تطورًا من حيث الابتكار المالي. وأشارت المجلة إلى أن شركات التكنولوجيا المالية المصرية مثل فوري وMNT هالان كانت من أوائل الشركات في المنطقة التي وصلت قيمتها السوقية إلى مليار دولار، لتصبح العاصمة المصرية اليوم إحدى أكبر ثلاث مراكز للتكنولوجيا المالية في القارة.

وفي تصريحات نقلتها المجلة عن إسلام زكري، المدير المالي والمدير التنفيذي للعمليات في البنك التجاري الدولي (CIB)، أكد أن البنك يستثمر بكثافة في بناء بنية تحتية متطورة للبيانات على مستوى المجموعة، ليس فقط في مصر، بل في جميع الأسواق الأفريقية التي يعمل بها.

وقال زكري:
“تكمن إحدى الفرص الواضحة في تبسيط إجراءات معرفة العميل والامتثال. من خلال إنشاء مستودع بيانات متكامل ومشاركة معلومات العملاء الموثوقة في جميع أسواقنا، نتوقع خفض تكلفة الخدمة بنسبة 20% إلى 30%. نطمح إلى أن نكون منصة تجذب رؤوس الأموال، وتربط الشركات، وتقدم مستوى جديدًا من التجارب المصرفية، مع فخرنا بجذورنا المصرية.”

أما في المغرب، فأكد التقرير أن البلاد تمثل الركيزة الثانية لاقتصاد شمال إفريقيا، بفضل عقود من الإصلاحات الاقتصادية التي شجعت نمو القطاع الخاص واستثمارات البنية التحتية، مما جعلها مركزًا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تتوقع المؤسسات الدولية نمو الناتج المحلي المغربي بنسبة 3.9% خلال 2025.

ووفقاً «بوابة المصرف»، يضع هذا التقرير مصر والمغرب في مقدمة اقتصادات شمال إفريقيا التي تجمع بين الإصلاح المالي، والانفتاح الاستثماري، والتحول الرقمي، بما يعزز مكانتهما كقاطرتين للنمو في القارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى