وزير الزراعة يستعرض التجربة المصرية في تمكين المرأة الريفية والشمول المالي بالأردن

شارك علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في أعمال المؤتمر الإقليمي حول تمكين المرأة من خلال سياسات التمويل للنهوض بالزراعة الدائرية، والذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية بالعاصمة عمّان، بمشاركة عدد من وزراء الزراعة العرب وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، من بينها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

وخلال الجلسة الوزارية رفيعة المستوى، استعرض وزير الزراعة التجربة المصرية الرائدة في تمكين المرأة الريفية اقتصاديًا واجتماعيًا، مشيرًا إلى أن تمويل المرأة الريفية هو استثمار مباشر في الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، وركيزة أساسية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

وأكد فاروق أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أولت اهتمامًا غير مسبوق بتمكين المرأة في جميع القطاعات، مشيرًا إلى أن التمويل والشمول المالي يمثلان المدخل الأوسع لمشاركة المرأة الفاعلة في الاقتصاد الحيوي الأخضر.

وأوضح الوزير أن برامج الوزارة ترتكز على ثلاثة مسارات رئيسية:
الأول، دمج النوع الاجتماعي في السياسات الزراعية، بما يضمن تكافؤ الفرص في التمويل والدعم الفني للنساء الريفيات.
الثاني، تسهيل الوصول إلى التمويل الأخضر والشمول المالي، من خلال مبادرات البنك الزراعي المصري مثل «تحويشة» للادخار الرقمي، التي رفعت نسبة الشمول المالي للنساء من 17% عام 2016 إلى 68% عام 2024، وتستهدف 240 ألف سيدة خلال عامين. كما تم إطلاق منصة «تمويل مصر» الرقمية لتيسير الوصول للتمويل الأخضر بشفافية وعدالة.
أما المسار الثالث، فيتمثل في الربط بين التمويل والتمكين الإنتاجي، عبر برامج نوعية مثل «بنت الريف» التي دربت أكثر من 5000 سيدة وفتاة على مهارات التصنيع الغذائي والتسويق وإدارة المشروعات الصغيرة، إلى جانب مبادرة «باب رزق» لدعم الزراعة المنزلية ومشروعات النباتات الطبية والعطرية الموجهة للتصدير.

وأشار فاروق إلى أن هذه الجهود أسهمت في رفع معدلات مشاركة المرأة الريفية في الأنشطة الإنتاجية، وزيادة دخول الأسر في بعض القرى بنسبة 20% خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن المرأة المصرية تحوّلت من عاملة هامشية إلى رائدة أعمال محلية في مجالات الزراعة الخضراء.

ودعا الوزير إلى تعزيز التعاون العربي وتبادل الخبرات لتطوير آليات تمويل مبتكرة وشاملة تمكّن المرأة العربية من قيادة التغيير في الريف، موجهًا الشكر للمملكة الأردنية على الاستضافة، وللمنظمة العربية للتنمية الزراعية على جهودها في دعم الحوار الإقليمي.

وأشاد وزير الزراعة الأردني صائب خريسات بالتجربة المصرية الرائدة في تمكين المرأة الريفية، مؤكدًا أهمية الاستفادة من برامج البنك الزراعي المصري في الإقراض الميسر وتمويل المشروعات الصغيرة.
كما أعرب الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عن تقدير المنظمة للتجربة المصرية التي وصفها بأنها نموذج يحتذى به عربيًا في تمكين المرأة الريفية ودعم الزراعة المستدامة.

ووفقًا «بوابة المصرف»، تُعد البرامج المصرية مثل «تحويشة» و«بنت الريف» و«باب رزق» من أبرز التجارب التنموية في المنطقة العربية، بعدما نجحت في تحقيق الشمول المالي للمرأة الريفية ودمجها في دورة الإنتاج الزراعي بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتحول الأخضر والتنمية المستدامة.