الذهب يواصل زخم صعوده وسط مشتريات البنوك المركزية والقلق الاقتصادي العالمي

خلال العام الماضي، كان الذهب من أفضل فئات الأصول، حيث ارتفعت أسعاره بنسبة 53.3% مع إقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر في ظل الرسوم الجمركية الأمريكية الصارمة والمخاوف الجيوسياسية. كما ساهمت مشتريات البنوك المركزية في دعم الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية.

وبحسب ماريسا سليم، كبيرة الباحثين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجلس الذهب العالمي، بلغ إجمالي صافي المشتريات العالمية من الذهب 200 طن حتى الآن هذا العام، وهو أقل قليلاً مقارنة بالفترة نفسها في عام 2024 (215 طن).

وأشار التقرير إلى أن البنك الوطني البولندي يظل أكبر مشتر صاف معلن عنه في عام 2025 حتى الآن (بواقع 67 طناً)، يليه البنك الوطني الكازاخستاني (40 طناً) وأذربيجان (38 طناً).

على الرغم من التفاؤل الطويل الأمد تجاه الذهب، فإن المحللين يتوقعون أن تظل الأسعار ضمن نطاق محدود على المدى القريب بعد ارتفاع حاد في العام الماضي. وفقًا لموظفي جوليوس باير، قد يكون الذهب قد دخل مرحلة استقرار تستمر لعدة أشهر، مع أقصى خطر تراجع عند مستوى 3500 دولار للأونصة تقريبًا.

وفي الوقت نفسه، يرى محللو جوليوس باير أن هذا التراجع يُعد فرصة شراء، نظرًا لانخفاض قيمة العملات الورقية لمجموعة السبع في سياق الهيمنة المالية في معظم الاقتصادات المتقدمة، وفقًا لتقرير إيف بونزون، كبير مسؤولي الاستثمار في المجموعة.

تحولت معنويات السوق لصالح الذهب مؤخرًا بعد انخفاض مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 50.3 في نوفمبر/تشرين الثاني، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف 2022، ما يعكس القلق بشأن التوقعات الاقتصادية الأمريكية.

ضغطت هذه التطورات على الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة، مما عزز جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد حالة عدم اليقين الاقتصادي. ومع ذلك، قد يُخفف التفاؤل بشأن حل الإغلاق الحكومي الأمريكي المطول من زخم صعود الذهب، إذ يمكن لتحسن الاستقرار المالي أن يقلل من تدفقات الملاذ الآمن، كما تُحذر ريا سينغ، محللة السلع والعملات في إمكاي جلوبال.

من الناحية الفنية، يُلاحظ أول دعم رئيسي للذهب حول متوسطه طويل الأجل لـ55 يومًا وتصحيح فيبوناتشي الأولي للارتفاع منذ أدنى مستوى سُجّل في 2022، وكلاهما قريب من 3800 دولار للأونصة. أما الدعم الأطول أجلاً فيكمن عند ذروة أبريل/نيسان عند 3500 دولار للأوقية، والتي إذا تم الوصول إليها، قد تمثل انخفاضًا مشابهًا لما حدث في 2020 و2022.

ووفقا لـبوابة «المصرف»، يتوقع محللو مجلس الذهب العالمي مستويات مقاومة فنية عند 4382 و4420 و4500–4520 دولارًا للأونصة، وصولًا إلى 4675 دولارًا للأونصة، حال استمرار صعود الأسعار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى