ارتفع الذهب إلى مستويات قوية رغم التقلبات الأخيرة، مدعومًا بطلب مستمر من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد، وفقًا لرودولف بون، استراتيجي العملات والسلع في بنك HSBC.

وأشار بون في نشرة توقعات البنك لعام 2026 إلى أن الذهب يحتفظ بتوقعات إيجابية، حيث يوفر مرونة خلال فترات التقلبات الحادة ويظل أداة أساسية لتنويع المحافظ الاستثمارية.

حقق الذهب مكاسب كبيرة هذا العام، إذ ارتفع بنحو 54% منذ بداية 2025، مدفوعًا بحالة عدم اليقين العالمي والمخاوف بشأن انخفاض قيمة الدولار الأمريكي. بعد أن بلغ سعره أعلى مستوى عند 4,380 دولارًا للأونصة في أكتوبر، تراجع مؤقتًا إلى 3,885 دولارًا، لكنه استأنف مساره الصعودي مع توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

تظل مشتريات البنوك المركزية عامل دعم رئيسيًا، إذ ارتفعت نسبة الذهب في احتياطياتها من 13% عام 2022 إلى حوالي 22% بحلول الربع الثاني من 2025، مع استمرار شراء صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب من قبل المستثمرين الأفراد. ويُعزى هذا الارتفاع إلى التنويع والتحوط ضد المخاطر العالمية، بما في ذلك الصراعات الجيوسياسية، وارتفاع التضخم، والتحديات الاقتصادية والمالية، وتراجع الثقة في الدولار الأمريكي.

أوضح بون أن البنوك المركزية ستواصل عمليات الشراء على المدى الطويل، مع احتمال تباطؤ وتيرة المشتريات دون حدوث مبيعات كبيرة، مما يوفر حدًا أدنى للأسعار ويثبت الذهب عند مستويات مرتفعة. كما أن الطلب من المستثمرين الأفراد يشكل عاملاً مهمًا، خاصة عبر صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، والتي شهدت اتجاهًا إيجابيًا منذ منتصف 2024.

وأكد بون أن الخلفية الاقتصادية ما زالت داعمة للذهب، رغم الارتباط السلبي التقليدي مع الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية. وأضاف: “حتى مع الارتباط الإيجابي مؤخرًا مع الأسهم، يظل الذهب أصلًا وقائيًا ويحتفظ بصفته ملاذًا آمنًا”. ويشير إلى أن خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي وحل الإغلاق الحكومي الأمريكي يزيد من احتمالات ارتفاع الذهب إضافيًا خلال ديسمبر.

على الرغم من المخاطر المحتملة في حالة تشدد السياسة النقدية أو تحسن البيئة الاقتصادية العالمية، فإن HSBC ترى أساسًا قويًا لاستمرار ارتفاع أسعار الذهب بوتيرة معتدلة خلال الأشهر المقبلة.