تريليونات الدولارات تتدفق على الذكاء الاصطناعي رغم العوائد المحدودة

تتدفق تريليونات الدولارات على استثمارات الذكاء الاصطناعي والابتكار حول العالم، مدفوعةً بالطموح والخوف من التخلف عن المنافسة. وفي عام 2025 وحده، أنفقت الشركات متعددة الجنسيات نحو 1.5 تريليون دولار على مبادرات الذكاء الاصطناعي، أي ما يعادل 5% من جميع السلع والخدمات المنتجة في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2029.
وفقًا لمجلة جلوبال فاينانس، لا يقتصر الإنفاق الحالي على مراكز البيانات والرقائق الإلكترونية فحسب، بل يشمل نطاقًا واسعًا من التطبيقات، بدءًا من التعرف على الصوت، الرعاية الصحية، التمويل، القانون، وصولاً إلى الروبوتات التي تنظف الأرضيات أو تجدد رفوف المتاجر. وتروّج الشركات لهذه الاستثمارات باعتبارها وسيلة لتعزيز الإنتاجية والثراء، وتقليل الاعتماد على المهام الروتينية، كما فعلت السيارات مع الخيول ومعالجات النصوص مع الآلات الكاتبة سابقًا.
أشار بروك سيلاسي، نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات نمو الأعمال في جارتنر، إلى أن إطلاق ChatGPT قبل ثلاث سنوات أثار موجة ضخمة من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث ضاعفت بعض المؤسسات إنفاقها على التعلم الآلي ثلاث مرات.
وقال لمجلة جلوبال فاينانس: “للأسف، في معظم الحالات لم يحقق ذلك قيمة حقيقية، لأن البشر، وإدارة التغيير، والبيانات لم يكونوا جاهزين، وما تم إنجازه لم يُحقق أي قيمة”.
وأضاف سيلاسي: “أبدت الشركات حماسًا كبيرًا تجاه الذكاء الاصطناعي، لكن لم يستفد الجميع. بعض المؤسسات أنفقت أموالها على مشاريع لا تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي أو دخلت المجال بدون بيانات كافية. الاستثمارات غير المهيأة تشبه إهدار المال”.
أظهر استطلاع رأي مجلس المؤتمرات الأمريكي أن 43% من الشركات تخشى فقدان الميزة التنافسية، بينما حدد 52% الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف كأبرز دوافع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وبحسب جارتنر، تتوقع نحو 83% من الشركات متعددة الجنسيات زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في 2026 مقارنةً بعام 2025، مع خطط 89% لزيادة استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويحذر الخبراء من أن المكاسب لن تتوزع بالتساوي، حيث ستتركز الفوائد في الشركات القادرة على تطبيق الذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية، بينما قد يخسر الآخرون حصتهم من السوق.





