أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غضب الحلفاء الأوروبيين مجدداً، بوصفه أوروبا بـ”الضعيفة” و”التي تقود منطقة متدهورة”، في مقابلة مع موقع بوليتيكو نُشرت يوم الثلاثاء. وشدد ترامب على أن القارة لم تتخذ خطوات فعالة تجاه الهجرة والحرب في أوكرانيا، قائلاً: “أعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون”.

تأتي هذه التصريحات بعد جهود أوروبية مكثفة لدعم أوكرانيا عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً، وهو الدعم الذي قلل ترامب من شأنه في مناسبات متعددة. وأشار المحللون إلى أن أوروبا لم تكن طرفاً في المحادثات الأمريكية مع روسيا وأوكرانيا بشأن مسودة خطة السلام، رغم أهمية دورها لضمان أمن المنطقة.

وكانت تصريحات ترامب متزامنة مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن للقاء القادة الأوروبيين، حيث أكدوا ضرورة وجود ضمانات أمنية لأوكرانيا ومعارضتهم لتنازل الأراضي للروس، فيما تستمر المفاوضات حول التمويل المستقبلي لإعادة الإعمار باستخدام الأصول الروسية المجمدة.

ويبرز خبراء السياسة أن موقف ترامب يعكس تحولاً جذرياً في العلاقات عبر الأطلسي، إذ يرى أن أوروبا القوية والمنسقة لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة، بينما تشكل تهديداً محتملاً، وفقاً لتحليل إيان بريمر، مؤسس مجموعة أوراسيا. وأضاف بريمر أن وثيقة الأمن القومي الأمريكي الجديدة تعتبر إنذاراً لأوروبا لإعادة تقييم تحالفاتها التقليدية مع واشنطن.

وعلى الرغم من علاقات ترامب الجيدة مع بعض القادة مثل رئيس وزراء المملكة المتحدة وإيطاليا، فإن علاقته بفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي لا تزال متوترة، مما يعكس تغيراً جذرياً في الاستراتيجية الأمريكية تجاه أوروبا.