الخوف يسيطر على سوق العملات الرقمية والبيتكوين دون 90 ألف دولار

سيطر الخوف الشديد على معنويات المستثمرين في سوق العملات الرقمية خلال الشهرين الماضيين، مع هبوط مؤشر الخوف والطمع إلى مستوى 16 نقطة، وهو أعلى بست نقاط فقط من أدنى قراءة سجلها المؤشر خلال عام 2025 عند 10 نقاط في نوفمبر، حيث شكلت قراءات الخوف والخوف الشديد أكثر من 30% من تقييمات المؤشر خلال العام الماضي.
ويواجه البيتكوين (BTC)، أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، صعوبة واضحة في استعادة الاستقرار بعد فترة تقلبات حادة، إذ هبط إلى أدنى مستوى عند 80 ألف دولار، قبل أن يتداول حاليًا قرب 88,900 دولار، منخفضًا بنحو 30% عن أعلى مستوى تاريخي سجله في أكتوبر عند 126 ألف دولار.
وامتدت الضغوط إلى باقي العملات الرئيسية، حيث تراجع سعر الإيثيريوم (ETH) بنحو 36% عن قمته المسجلة في أغسطس عند 4946 دولارًا، فيما فقدت عملة الريبل (XRP) أكثر من 40% من قيمتها، لتعود إلى منطقة الخسائر، في ظل شتاء رقمي قد يستمر حتى نهاية 2025.
ولم يشهد السوق انتعاشًا ملموسًا منذ موجة التصفية العنيفة التي دفعت سعر البيتكوين للتراجع بنحو 36% عن ذروته قبل أكثر من شهرين، ما رسّخ المعنويات السلبية وأبقى المؤشر في منطقة الخوف الشديد.
ويعكس هذا الحذر حالة النفور من المخاطرة السائدة أيضًا في سوق الأسهم الأمريكية، حيث سجل مؤشر الخوف والطمع للأسهم نحو 42 نقطة، رغم تداول مؤشر S&P 500 قرب 6827 نقطة، أي أقل بقليل من أعلى مستوياته القياسية، ما يؤكد هيمنة الحذر على سلوك المستثمرين عبر مختلف فئات الأصول.
وتتمثل أبرز الضغوط الكلية في ترقب الأسواق قرار بنك اليابان المتوقع برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود، حيث أظهرت تجارب سابقة أن تشديد السياسة النقدية اليابانية كان له تأثير سلبي مباشر على العملات الرقمية.
كما ساهم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتشديد شروط السيولة العالمية في دفع البيتكوين للهبوط دون 84 ألف دولار مطلع الشهر، وسط تحذيرات من اقتصاديين من أن هذه العوامل تمثل خطرًا حقيقيًا على أداء الأصول عالية المخاطر.
ورغم ذلك، ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية، بعد أن أنهى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برنامج التشديد الكمي مطلع ديسمبر، مع ضخ سيولة بقيمة 13.5 مليار دولار، وتوقعات بضخ إضافي قد يصل إلى 40 مليار دولار، ما أعاد قدرًا من التفاؤل الحذر للأسواق.
وشهد التبني المؤسسي للعملات الرقمية تحسنًا ملحوظًا، مع إطلاق صناديق استثمار متداولة للعملات المشفرة من قبل شركة فانجارد، وموافقة بنك أوف أمريكا على تخصيص ما يصل إلى 4% من البيتكوين لعملائه.
وفيما يخص عملة الريبل XRP، سجلت صناديقها المتداولة تدفقات نقدية داخلة لليوم التاسع عشر على التوالي، بإجمالي اقترب من 990.9 مليون دولار، رغم تراجع سعر العملة بنسبة 5.2% خلال الأسبوع، في ظل استمرار الضغوط البيعية





