الصكوك العالمية تكسر حاجز التريليون دولار لأول مرة.. فيتش تكشف الأسباب

تجاوزت قيمة الصكوك العالمية القائمة حاجز التريليون دولار أمريكي بنهاية الربع الثالث من عام 2025، في قفزة تاريخية تمثل زيادة بنسبة 15.5% على أساس سنوي، مدفوعة بالطلب القوي من المستثمرين الإسلاميين واحتياجات التمويل المتنوعة من جهات الإصدار، بحسب وكالة فيتش للتصنيف الائتماني.
وكشفت الوكالة، في أحدث تقرير لها اطلعت عليه بوابة المصرف، أن الأسواق الأساسية أصدرت نحو 80 مليار دولار من الصكوك خلال الربع الثالث من 2025، وهو ما يجعله الأكثر نشاطًا على الإطلاق منذ بداية رصد بيانات السوق.
وقال بشار الناطور، الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة فيتش:
“من المرجح أن يتجاوز إصدار الصكوك العالمية هذا العام مستويات 2024، مدفوعًا بانخفاض أسعار الفائدة وارتفاع الطلب من المستثمرين الإسلاميين، إلى جانب رغبة المصدرين في تنويع أدوات التمويل.”
وأضاف أن التحديات لا تزال قائمة بسبب متطلبات الشريعة الجديدة والتوترات الجيوسياسية وتقلبات الأسواق، “لكن أساسيات السوق قوية واستقرار الإصدارات يعكس ثقة المستثمرين.”
وأوضح التقرير أن نحو 80% من الصكوك المصنفة من قبل فيتش تقع ضمن الدرجة الاستثمارية، دون تسجيل أي حالات تعثر أو خفض تصنيف خلال الربع الثالث.
وأشار إلى أن سوق الصكوك يواصل توسّعه في الأسواق الناشئة، إذ ارتفعت حصته من أسواق الدين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 40%، وفي دول آسيان إلى 16%. كما شكلت الصكوك أكثر من 35% من إجمالي إصدارات أسواق رأس المال في دول مثل السعودية وماليزيا والإمارات وتركيا وباكستان.
وأكدت فيتش أن المملكة العربية السعودية كانت ثاني أكبر سوق للديون في الأسواق الناشئة بعد البرازيل، حيث شكّلت نحو 18.9% من الإصدارات الأمريكية البالغة 250 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتُعد الصكوك، أو ما يُعرف بـ”السندات الإسلامية”، من أهم أدوات التمويل المتوافقة مع الشريعة، وتمنح المستثمرين ملكية جزئية في الأصول بدلاً من الفائدة التقليدية، ما يجعلها خيارًا مفضلاً في بيئات الأسواق المتقلبة.





