بلومبرج : قمة «السيسي وترامب» الرئاسية بشرم الشيخ تهيمن على المشهد الدولي في 2025

في مشهد عالمي مهيب، تحولت مدينة شرم الشيخ إلى مركز ثقل سياسي جديد، مع وصول عشرات من قادة وزعماء العالم لحضور القمة التاريخية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حدث يعكس مكانة مصر المتجددة كركيزة أساسية للسلام والاستقرار الإقليمي.

وشهدت المدينة الساحلية الشهيرة، المعروفة بلقب «مدينة السلام»، حالة من الإغلاق الأمني الكامل، مع انتشار أعلام الدول المشاركة من مختلف أنحاء العالم على طول الطريق المؤدي إلى مركز المؤتمرات الدولي بشرم الشيخ، حيث تدفقت الوفود الرسمية من فرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وباكستان للمشاركة في هذا الحدث الذي يُعد الأبرز سياسيًا هذا العام ، وفقا لـ« بلومبرج»

وأكدت وسائل الإعلام الرسمية أن هذه القمة تمثل أحدث علامة على الثقل الدبلوماسي المتجدد لمصر، مشيرةً إلى أن القاهرة استعادت موقعها الريادي في المنطقة، بعد أن ساهمت بشكل مباشر مع دولة قطر في إقناع حركة حماس بالموافقة على خطة ترامب للسلام، في حين ساهمت القوى العالمية في دعم خطة إنقاذ دولية بقيمة 57 مليار دولار تستهدف إنعاش الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق التوازن في قطاع غزة.

وقال مراقبون سياسيون إن استضافة مصر لهذه القمة التاريخية تؤكد أن القاهرة عادت بقوة إلى صدارة المشهد الإقليمي والدولي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ودورها المحوري في الوساطة بين القوى المتصارعة في الشرق الأوسط.

ويُعد هذا الحدث أول زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مصر منذ توليه الرئاسة، وقد وصفه دبلوماسيون بأنه تحول في سياسة واشنطن تجاه القاهرة، بعد سنوات من التجاذبات، مؤكدين أن الإدارة الأمريكية الجديدة باتت تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا رئيسيًا في حفظ السلام ومكافحة الإرهاب بالمنطقة.

ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، فقد عكست اللقاءات الثنائية التي أجراها الرئيس عبدالفتاح  السيسي مع قادة أوروبا والشرق الأوسط حجم الثقة المتزايدة في الدور المصري، خاصة مع مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في القمة، إلى جانب عدد من رؤساء الحكومات العربية والأفريقية.

في الوقت نفسه، رفرفت اللوحات الإعلانية التي تحمل صور الرئيسين ترامب والسيسي على الطرق الرئيسية، تتوسطها عبارة «السلام عليكم في أرض السلام»، في مشهدٍ احتفالي جمع بين الرمزية الدبلوماسية والتأثير الشعبي.

وشهدت القمة مناقشات موسعة حول سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، إلى جانب بحث آليات تمويل مشاريع تنموية مشتركة تسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد للمنطقة، وسط ترحيب واسع من المؤسسات الدولية.

وأشار المحللون إلى أن استضافة مصر لهذه القمة تُعيد إلى الأذهان الدور التاريخي الذي لعبته القاهرة خلال قمم شرم الشيخ عامي 1996 و2000، التي ترأسها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في إطار جهود دعم اتفاقيات أوسلو.

واعتبر الخبراء أن العودة الأمريكية القوية إلى القاهرة عبر قمة ترامب والسيسي تمثل خطوة رمزية نحو إعادة صياغة التحالفات الإقليمية، بما يضمن لمصر استعادة مكانتها كمركز للحوار الدولي، وقلب التوازنات السياسية في الشرق الأوسط.

وبذلك، تؤكد القمة أن مصر لا تزال حجر الزاوية في معادلة الاستقرار العالمي، وأن أرض السلام في شرم الشيخ ما زالت قادرة على جمع الأضداد تحت سقف واحد، بحثًا عن حلول تعيد الأمل في شرق أوسط أكثر أمنًا واستقرارًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى