بيتكوين تهبط أكثر من 30% عن قمتها التاريخية… وخبراء: التقلبات جزء من دورتها الطبيعية

تراجعت عملة بيتكوين بأكثر من 30% عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، في حركة تؤكد الطبيعة شديدة التقلب التي أصبحت تميّز أكبر العملات المشفرة عالميًا، بينما يرى محللون أن هذه التحركات ما تزال جزءًا من نمط التشغيل الطبيعي لدورات البيتكوين الممتدة عبر السنوات.
وانخفضت قيمة بيتكوين أواخر الشهر الماضي إلى نحو 80 ألف دولار قبل أن تعود إلى الارتفاع مجددًا هذا الأسبوع، إذ مثّل الهبوط دون مستوى 81 ألف دولار تراجعًا يقارب 36% من ذروتها التاريخية البالغة 126 ألف دولار في أكتوبر الماضي. ووفقًا لبيانات “كوينميتريكس”، تجاوز سعر العملة يوم الخميس مستوى 93 ألف دولار، بانخفاض يقترب من 26% مقارنة بالقمة السابقة.
ورغم أن هذه التقلبات تبدو كبيرة، فإنها تُعد طبيعية مقارنة بالتاريخ السعري لـ البيتكوين، التي تتحرك عادة وفق دورات مدتها أربع سنوات ترتبط بحدث الانقسام إلى النصف، فيما تُظهر بيانات CoinDesk أن العملة تعرضت بالفعل لانخفاض بنسبة 32.7% بين مارس وأغسطس 2024، وتراجعًا آخر بنسبة 31.7% بين يناير وأبريل 2025. وقال جاكوب جوزيف، كبير محللي “CoinDesk Data”، إن هذا الحجم من التحركات يتوافق مع الاتجاهات الطويلة للسوق.
وتكررت هذه الأنماط في دورات سابقة؛ ففي 2017 سجلت بيتكوين تراجعين قرب 40% خلال العام، إضافة إلى هبوط بنسبة 29% في نوفمبر قبل تسجيل قمة جديدة في ديسمبر. أما في دورة 2021، فقد شهدت العملة انخفاضًا بنسبة 31.2% في يناير و26% في فبراير، ثم تراجعًا بأكثر من 55% بين أبريل ويونيو بعد قرار الصين حظر تعدين البيتكوين، لتعود بعدها إلى مستويات قياسية جديدة لاحقًا.
وجاءت التحركات الأخيرة وسط موجة تصفية واسعة، إذ خسر أكثر من 1.6 مليون متداول ما يزيد عن 19.37 مليار دولار من مراكزهم المالية خلال 24 ساعة بدءًا من 10 أكتوبر، وهي أكبر عملية تصفية في تاريخ سوق العملات المشفرة. وقالت لوسي جازماريان، مؤسسة شركة “توكن باي كابيتال”، إن التأثير لا يزال ممتدًا داخل السوق، خاصة مع زيادة المخاوف من اقتراب نهاية الدورة الصاعدة الحالية.
ورغم حالة القلق، فإن السوق لم يشهد بعد هبوطًا يمتد من 70% إلى 80% من أعلى مستوى تاريخي — وهو النمط الذي عادة ما يميز فترات شتاء العملات المشفرة. لكن توقيت التراجع ومستوى الأسعار الحالي يدفعان المستثمرين إلى مزيد من الحذر.





