العائلات الثرية تتجه إلى دبي بعد تحركات ساويرس بطرح إمبراطوريته في بورصة أبوظبي
تشهد دبي تحولاً تاريخياً لتصبح الملاذ الآمن الجديد للعائلات الثرية والمكاتب العائلية، حيث بدأت عدد من العائلات الأوروبية والآسيوية والعربية والمصرية بنقل استثماراتها ومقرات مكاتبها العائلية إلى الإمارة، مستفيدة من البيئة الاستثمارية المرنة والبنية التحتية القانونية والمالية المتطورة.
أكدت سيتي بنك ولومبارد أودير أن حصة الأصول الخاصة وصناديق التحوط في المنطقة تجاوزت 30%، مع تركيز على قطاعات الذكاء الاصطناعي، التعليم، الرعاية الصحية، والبنية التحتية. واعتبر مهند سليمان، المدير التنفيذي للأسواق في سيتي برايفت بنك، أن الجيل الجديد من المستثمرين يبحث عن فرص عالمية ويضع دبي مركزاً استراتيجياً لأعماله.
وفي خطوة استراتيجية لتعزيز إمبراطورية ناصف ساويرس الاستثمارية، أعلن عن دمج مجموعة OCI Global الهولندية المتخصصة في الكيماويات والأسمدة مع شركة Orascom Construction العائلية، ومن المتوقع الإعلان الرسمي عن الصفقة قريباً. ويُخطط لإدراج الكيان المدمج في بورصة أبوظبي، بعد أن باع OCI أكثر من 11.6 مليار دولار من الأصول خلال العامين الماضيين، في خطوة تهدف إلى إنشاء منصة عالمية للبنية التحتية والاستثمار.
وأوضح ساويرس أن الدمج يجمع بين خبرة “OCI” في إدارة الاستثمارات والصفقات، والقدرات التنفيذية لأوراسكوم، التي تدير مشاريع بقيمة تتجاوز 14 مليار دولار. ويُذكر أن صافي ثروته يقدر بنحو 9 مليارات دولار، وهو الابن الأصغر للراحل أونسي ساويرس، مؤسس أوراسكوم في خمسينيات القرن الماضي.
وحسب تقرير DIFC، ارتفع عدد الكيانات العائلية في دبي إلى 1,035 كياناً في 2025 مقارنة بـ600 كيان في 2024، ما يعكس صعود الإمارة كمركز عالمي لإدارة الثروات والمكاتب العائلية. وأكد جيريمي سافوري، مؤسس Savory & Partners، أن دبي أصبحت ملاذاً عقارياً آمناً بعد تغييرات ضريبية في أوروبا، ما دفع العائلات الثرية للانتقال السريع إلى الإمارة.
وأشار علي جنودي، رئيس الأسواق الجديدة في لومبارد أودير، إلى أن دبي ستصبح خلال السنوات المقبلة أحد أهم المراكز العالمية لإدارة الثروات، مع اعتماد استراتيجيات متعددة المراكز للعائلات الثرية، بينما يمثل تحرك شركات ساويرس خطوة محورية لخلق مركز اقتصادي وصناعي متكامل يجذب استثمارات جديدة ويعزز مكانة دبي على الساحة المالية العالمية.
ورغم التفاؤل، يحذر الخبراء من احتمالية تأثير تقلبات السوق العقاري والكريبتو، مستشهدين بتجربة الأزمة المالية العالمية 2008، ما يستدعي متابعة حذرة للسياسات المالية والاستثمارية في المستقبل.
