قفزات الذهب القياسية تثير قلق محلات المجوهرات.. توقعات بمواصلة الارتفاع

في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية، سجلت أسعار الذهب (Gold) مستويات قياسية خلال العام الحالي، حيث ارتفع المعدن النفيس بأكثر من نصف قيمته، ما زاد من إقبال المستثمرين الباحثين عن المكاسب، فيما أبدت محلات المجوهرات القلق بشأن تأثير تلك الارتفاعات على أعمالها، بحسب تقرير شبكة CNBC.
وتواجه الشركات متوسطة الحجم التي تقدم عقود ذهبية، وأقراط، ومجوهرات راقية بأسعار أقل من العلامات الفاخرة التقليدية، صعوبة في التعامل مع تقلبات العقود الآجلة للذهب (Gold Futures). وعلى الرغم من أن المعدن النفيس غالباً ما يخضع لتقلبات السوق، زاد المستثمرون من حيازاتهم خلال العام الماضي خوفاً من الركود وعدم اليقين، وفقًا لتقارير غولدمان ساكس (Goldman Sachs).
وواصل الذهب ارتفاعاته بشكل متسق، مسجلاً مستويات قياسية الأسبوع الماضي خلال فترة إغلاق الحكومة الأميركية، حيث تجاوزت العقود الآجلة 4000 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ. وأشار محللو بنك UBS إلى أن خفض معدلات الفائدة الأمريكية وضعف الدولار، إلى جانب التوترات السياسية، ستستمر في دعم أسعار الذهب.
ووفقاً لمذكرة UBS، فإن التدفقات الداخلة من الذهب لهذا العام من المتوقع أن تصل إلى ما يعادل 830 طناً مترياً، أي نحو ضعف التوقعات الأولية التي كانت عند 450 طناً. ويشير الخطر الرئيسي للذهب إلى أي تحسن مفاجئ في الاقتصاد الأميركي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) إلى رفع أسعار الفائدة.
ورفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 إلى 4900 دولار للأونصة، مقابل تقديرات سابقة عند 4300 دولار، مع استمرار مشتريات البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المتداولة. وتشير التوقعات إلى استمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من الذهب خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث يرى المحللون أن الأسواق الناشئة تمتلك نسباً منخفضة مقارنة بالأسواق المتقدمة، وتسعى لزيادة مخصصاتها تدريجياً.
وبحسب استطلاع مجلس الذهب العالمي (World Gold Council)، يتوقع نحو 95% من البنوك المركزية ارتفاع احتياطيات الذهب العالمية في العام المقبل. ويأتي هذا وسط اقتصاد عالمي مضطرب نتيجة سياسات التعرفات الجمركية الأميركية، رغم استثناء الذهب والسبائك السويسرية من الرسوم الجمركية البالغة 39%، إلا أن الرسوم المفروضة على دول أخرى عطّلت سلاسل التوريد الدولية.





