ارتفاع أسعار المعادن الثمينة متحدية قوة الدولار مع ارتفاع الطلب الاستثماري
سجل الذهب والفضة مكاسب كبيرة هذا الأسبوع، متحدين العلاقة العكسية التقليدية مع الدولار الأمريكي، مع تحول المستثمرين نحو المعادن الثمينة وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي وتغير ديناميكيات السوق.
وفقًا لمجلس الذهب العالمي، ارتفع إجمالي الطلب على الذهب بنسبة 3% على أساس سنوي ليصل إلى 1,313 طنًا متريًا، مدفوعًا بالتدفقات القوية لصناديق الاستثمار المتداولة وزيادة استثمارات التجزئة في السبائك والعملات المعدنية. وأكد المجلس أن المخاوف الجيوسياسية دفعت المستثمرين لتجنب تفويت الفرص، بينما لم يُؤثر ارتفاع أسعار الذهب على نشاط الشراء بشكل ملحوظ.
ويحتفظ مجلس الذهب العالمي بتوقعاته المتفائلة لبقية العام، متوقعًا أن تبقى مشتريات البنوك المركزية بين 750 و900 طن متري، ما يعكس استمرار الطلب المؤسسي على احتياطيات الذهب.
ساهمت التطورات الأخيرة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز قوة الدولار، حيث شملت الاتفاقية تقليص الرسوم الجمركية على الواردات المتعلقة بالفنتانيل إلى 10%، واستئناف شراء المنتجات الزراعية الأمريكية، بما في ذلك فول الصويا.
دفعت هذه التطورات، جنبًا إلى جنب مع تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مؤشر الدولار الأمريكي إلى مكاسب يومية متتالية بلغت 0.41% و0.38%، وبلغ أعلى مستوى له عند 99.72، وهو أقوى أداء منذ أشهر.
على الرغم من ارتفاع الدولار، أظهر الذهب والفضة مرونة ملحوظة. فقد ارتفعت عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر بمقدار 1.50 دولار (3.17%) لتصل إلى 48.75 دولارًا للأونصة، بينما سجل السعر الفوري 48.89 دولارًا للأونصة، مع ظهور هيكل سوقي من نوع Backwardation، ما يعكس الطلب القوي على المعدن المادي.
تبع الذهب الفضة بارتفاع واضح، حيث ارتفع عقد الذهب الآجل لشهر ديسمبر بمقدار 98.30 دولارًا (2.51%) ليصل إلى 4,039.80 دولار للأونصة، متجاوزًا العتبة النفسية البالغة 4,000 دولار، معززًا التوجهات الصعودية في سوق المعادن النفيسة.
وفقًا لـ«بوابة المصرف» ، تمثل القوة المتزامنة للذهب والفضة والدولار ديناميكية غير اعتيادية، ما يشير إلى أن الطلب على الملاذات الآمنة واستثمارات المستثمرين يتفوق حاليًا على العلاقات التقليدية بين المعادن والعملات.
