وول ستريت حذرة بشأن الذهب والشارع الرئيسي متفائل مع بقاء الأسعار قرب 4000 دولار

بعد أسبوعين من الانخفاض الحاد في أسعار الذهب، نجح السوق في تخفيف ضغوط البيع، لكنه أنهى تداولات الجمعة عند مستوى محايد يقارب 4000 دولار للأونصة، ما جعله بلا اتجاه واضح. وبينما تبدي وول ستريت حذرًا في نظرتها للمعدن النفيس، يظل الشارع الرئيسي الأمريكي أكثر تفاؤلًا بشأن آفاقه القريبة.

قال جيم ويكوف، كبير المحللين الفنيين في Kitco.com، إن “المتفائلين بنوا حدًا أدنى جيدًا للسعر مؤخرًا، لكنهم بحاجة إلى شرارة جديدة لإطلاق موجة صعود قوية، وهو ما لم يحدث حتى الآن”.

لا يزال مستوى 4000 دولار أمريكي يشكل عتبة نفسية حرجة لسوق الذهب، إذ أنهى الذهب الفوري الأسبوع عند 4001.76 دولار للأونصة، بانخفاض طفيف لا يتجاوز دولارًا واحدًا عن الأسبوع الماضي، ما يؤكد استمرار حالة الترقب في الأسواق.

ويرى آرون هيل، كبير محللي السوق في FP Markets، أن استقرار سعر الذهب حول مستوى 4000 دولار يعد “توقفًا مؤقتًا في اتجاه صعودي هيكلي”، مشيرًا إلى أن السعر ظل محصورًا بين 3950 و4060 دولارًا خلال الأسبوع الماضي، بعد ارتفاع سنوي تجاوز 48% بدعم من التوترات الجيوسياسية وعمليات شراء البنوك المركزية.

وأضاف هيل أن كسر مستوى 3950 دولارًا قد يدفع الأسعار إلى 3900 دولار أو أقل، بينما قد يؤدي اختراق واضح فوق 4030 دولارًا إلى إعادة الزخم نحو 4080 و4130 دولارًا.

أما دارين نيوسوم من Barchart.com فقال إن سعر الذهب أصبح أكثر تقلبًا في ظل الضبابية السياسية والاقتصادية، مضيفًا: “الذهب خاضع لتقلبات القرارات المفاجئة والتصريحات السياسية، تمامًا مثل باقي الأسواق العالمية”.

ويرى ريتش تشيكان، الرئيس التنفيذي لشركة Asset Strategies International، أن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي تجاوز الآن 38 يومًا، قد يوفر دعمًا إضافيًا للذهب، معتبرًا أن “الخلل السياسي في واشنطن أصبح في حد ذاته محفزًا صعوديًا للمعدن الأصفر”.

في الوقت نفسه، قال لقمان أوتونوجا، كبير المحللين لدى FXTM، إنه يترقب “اختراقًا قويًا لأحد المستويين 4030 أو 3950 دولارًا لتحديد الاتجاه التالي”، مشيرًا إلى أن استمرار ضعف الدولار الأمريكي قد يعزز فرص الارتفاع.

وقال فؤاد رزاق زاده من Forex.com إن الذهب يجد دعمًا فنيًا قويًا عند 3930 دولارًا، لكنه يحتاج لتجاوز 4045 دولارًا لتحفيز عمليات الشراء مجددًا. وأضاف: “رغم ضعف الدولار الأمريكي وتراجع ثقة المستهلك الأمريكي، فإن المعدن الأصفر يسير حاليًا بالتوازي مع الأسهم الأمريكية، مما يحدّ من قدرته على الارتفاع كملاذ آمن”.

في استطلاع الأسبوعي، أظهر 59% من محللي وول ستريت موقفًا محايدًا تجاه الذهب، مقابل 32% متفائلين و9% متشائمين. في المقابل، أبدى 55.7% من المشاركين عبر استطلاعات التواصل الاجتماعي تفاؤلهم بارتفاع الأسعار الأسبوع المقبل.

قال أدريان داي، رئيس شركة Adrian Day Asset Management، إن “العوامل الداعمة للذهب خلال السنوات الماضية لا تزال قائمة”، مشيرًا إلى أن أي اضطرابات سياسية أو قرارات جمركية قد تُعيد إشعال الارتفاعات.

أما أليكس كوبتسكيفيتش، كبير محللي السوق في FxPro، فقال إن “الاتجاه الصعودي السابق للذهب انهار بالفعل، لكنه وجد دعمًا قويًا عند 3900 دولار”، مضيفًا أن البنوك الكبرى مثل HSBC وBank of America وSociété Générale ما زالت تتوقع وصول الأسعار إلى 5000 دولار للأونصة على المدى الطويل.

ووفقا لـبوابة «المصرف»، يظل الذهب في نطاق محايد قرب 4000 دولار، مدعومًا بالطلب على الملاذات الآمنة ومشتريات البنوك المركزية، في حين ينتظر المستثمرون خفض أسعار الفائدة الأمريكية وتحسّن البيانات الاقتصادية لتحديد المسار القادم للمعدن النفيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى