الدولار عند أعلى مستوى في 3 أشهر وسط تراجع رهانات خفض الفائدة الأمريكية
وتأثر العملات العربية

استقر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر اليوم الثلاثاء، بعدما قلص المتداولون رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب، عقب انقسام داخل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن مسار السياسة النقدية المقبلة.
وانخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.3% مباشرة بعد بيان بنك الاحتياطي الأسترالي الذي أبقى على الفائدة النقدية عند 3.60%، مشيرًا إلى الحذر من ضغوط التضخم، قبل أن يقلص خسائره ويستقر عند مستوى 0.6529 دولار أمريكي.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة أمام سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 0.1% ليصل إلى 99.99 نقطة، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، مع تراجع اليورو إلى 1.1498 دولار، واستقرار الجنيه الإسترليني قرب 1.312 دولار.
وجاء هذا الأداء مدعومًا بتصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول الذي ألمح إلى أن الخفض الأخير في أسعار الفائدة قد يكون الأخير هذا العام، في ظل استمرار الضغوط التضخمية وغياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، ما دفع المستثمرين لتقليص رهاناتهم على خفض إضافي في ديسمبر المقبل.
وقال محللون في بنك الكومنولث الأسترالي إن النبرة الحذرة من البنوك المركزية الكبرى تعزز جاذبية الدولار كملاذ آمن، خصوصًا مع تباطؤ النمو في أوروبا واليابان.
وفي آسيا، ظل الين الياباني ضعيفًا قرب مستوى 154.11 ين للدولار الأمريكي، وسط مخاوف من تدخل محتمل من جانب بنك اليابان، في وقت أشار فيه المحافظ كازو أويدا إلى إمكانية رفع الفائدة قبل نهاية العام.
وفي العالم العربي، تأثرت العملات المحلية نسبيًا بقوة الدولار، حيث أظهرت بيانات رسمية من صندوق النقد الدولي والبنوك المركزية العربية تراجعًا محدودًا في السيولة الدولارية داخل بعض الأسواق الناشئة، مع بقاء السياسات النقدية الإقليمية متحفظة لضبط التضخم المستورد من الولايات المتحدة.
وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن استمرار ارتفاع الدولار يضغط على أسعار السلع المقومة بالدولار مثل النفط والذهب، ويزيد من أعباء خدمة الدين الخارجي في الاقتصادات الناشئة، ما يعزز أهمية التنسيق النقدي الإقليمي في المرحلة المقبلة.
ووفقا «بوابة المصرف»، فإن النظرة المستقبلية للدولار الأمريكي ستظل رهينة بيانات التضخم الأمريكية المقبلة وقرارات الاحتياطي الفيدرالي، فيما تتجه الأسواق إلى مزيد من الحذر في ظل تذبذب السياسة النقدية العالمية وتفاوت تأثيرها على العملات العربية.





