البابا ليون الرابع عشر: الذكاء الاصطناعي اختبار لأخلاق البشرية

ويجب أن يحترم كرامة الإنسان

حثّ البابا ليون الرابع عشر روّاد التكنولوجيا حول العالم على بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي تحترم كرامة الإنسان، مؤكدًا أن التطور التقني لا يمكن أن ينفصل عن الاعتبارات الأخلاقية.

ودخل البابا مجددًا في النقاش العالمي حول الذكاء الاصطناعي، مسلطًا الضوء على هذه التكنولوجيا الناشئة كاختبارٍ للتوجه الأخلاقي للبشرية، معتبرًا أن طريقة تعاملنا مع هذه الثورة التقنية ستحدد ملامح الإنسانية في القرن الحادي والعشرين.

وتُعد هذه الرسالة الأولى للبابا حول الذكاء الاصطناعي منذ توليه رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في مايو الماضي، إذ شدد على أن تطوير هذه التقنية هو جزء من صراعٍ أوسع حول هويتنا الإنسانية، عندما نبني أنظمة تتعلم وتتخذ القرارات وتعمل على نطاق عالمي.

قال البابا: “يمكن للابتكار التكنولوجي أن يكون شكلاً من أشكال المشاركة في فعل الخلق الإلهي. فهو يحمل ثقلاً أخلاقياً وروحياً، فكل خيار تصميمي يعبر عن رؤية إنسانية”.

وفي رسالته الجديدة، دعا البابا مطوّري الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز الفطنة الأخلاقية كجزء أساسي من عملهم، لضمان أن تعكس أنظمتهم قيم العدالة والتضامن واحترام الحياة.

وأشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تدعم حوكمة أخلاقية للتقنيات الناشئة، موضحًا أن الابتكار لا يجب أن ينفصل عن المسؤولية الاجتماعية.

ووفقا لـ بوابة «المصرف»، تأتي تصريحات البابا في سياق متسق مع المواقف السابقة للفاتيكان منذ إطلاق ChatGPT عام 2022، حين حذّر البابا فرنسيس من أن التقنيات الرقمية قد تؤدي إلى انعدام المساواة، وزيادة المعلومات المضللة، وإضعاف العلاقات الإنسانية ما لم تُخضع لإشراف بشري صارم.

كما دعا البابا ليو في رسالته الموجهة إلى قمة “الذكاء الاصطناعي من أجل الخير 2025” إلى بناء أنظمة قائمة على التعاون العالمي، وتركّز على الكرامة الإنسانية والعدالة الرقمية، بما يعزز الاقتصاد الأخلاقي للتكنولوجيا.

ويرى مراقبون أن هذه الرسالة تعكس إدراك الكنيسة لأهمية الدور الذي تلعبه التقنيات الرقمية في إعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، خصوصًا مع تسارع سياسات الحوكمة في دول مثل الهند التي أعلنت مؤخرًا عن تشكيل لجنة متخصصة لوضع سياسات وطنية للذكاء الاصطناعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى