تراجع أسهم الخزانة المشفرة بعد انخفاض بيتكوين وإيثريوم واهتزاز رهانات المستثمرين

تشهد أسهم الخزانة المشفرة تراجعًا حادًا بعد انخفاض البيتكوين والإيثريوم، وهي الأسهم التي كانت قد قفزت في وقت سابق من العام حينما ملأت الشركات ميزانياتها العمومية بالأصول الرقمية.
على مدار العام، راهن المستثمرون على أن السندات الخزائنية المحملة بالرموز المشفرة ستتفوق على الاستثمار المباشر في العملات الرقمية. لكن بعد الانخفاض الأخير في الأسعار، بدأ هذا الرهان ينهار، وتراجعت العديد من الأسهم المرتبطة بهذا القطاع بنسب حادة.
قاد مايكل سايلور هذا الاتجاه عام 2020، عندما حوّل شركته الصغيرة MicroStrategy إلى شركة عملاقة حاملة للعملات المشفرة تُعرف الآن باسم Strategy. ومع ارتفاع قيمة البيتكوين في بداية العام، قفزت القيمة السوقية لشركة ستراتيجي إلى نحو 128 مليار دولار في يوليو، لكنها الآن تقترب من 70 مليار دولار فقط.
خسائر ثقيلة لشركات ومستثمرين كبار
تأثرت شركات أخرى تبنّت النهج ذاته، مثل BitMine Immersion Technologies المدعومة من بيتر ثيل ويديرها توم لي، والتي هبط سهمها بأكثر من 30% خلال الشهر الماضي. كما انخفض سهم ETHZilla بنسبة 23%، وهي شركة تخلت عن نشاطها الأصلي في التكنولوجيا الحيوية لتصبح مجمّعًا للأثير.
وأدى هبوط العملات الرقمية إلى ضرب ثقة المستثمرين المؤسسيين الذين استخدموا هذه الشركات كبدائل غير مباشرة لشراء العملات المشفرة، خاصة قبل انتشار صناديق الاستثمار المتداولة في الأصول الرقمية (ETFs)، التي جعلت هذا البديل أقل جاذبية.
الأسباب الاقتصادية وراء الانخفاض
توقف الارتفاع المفاجئ للعملات المشفرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول، بعدما أعلنت واشنطن عن فرض رسوم جمركية على الصين، مما زاد من موجة البيع. كما ساهمت سياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غير الواضحة، إضافةً إلى إغلاق الحكومة، في زيادة الضغوط على السوق.
انخفض سعر البيتكوين بنسبة 15% في الشهر الماضي، وهبط سهم ستراتيجي بنسبة 26%. كما فقد صندوق MSTU ETF التابع لماثيو تاتل، والذي يتتبع أداء ستراتيجي المضاعف، نصف قيمته تقريبًا (50%).
مستثمرون يخرجون وآخرون يضاعفون الرهان
كان المستثمر الشهير جيمي تشانوس من أوائل من راهنوا ضد هذه الأسهم. وبحسب مصادر، فقد بدأ بتصفية مراكزه بعد أن أثبتت فرضيته بأن هذه الأسهم مبالغ في تقييمها مقارنة بمحتواها الفعلي من العملات المشفرة.
من جانبه، قال مات كول، الرئيس التنفيذي لشركة سترايف، إن شركته قادرة على تجاوز التقلبات رغم انخفاض سهمها بنسبة 28% هذا الشهر، مشيرًا إلى أن التمويل تم من خلال الأسهم الممتازة وليس الديون.
ورغم الخسائر، لا يزال بعض المستثمرين الأفراد مثل كول جريند يرون الفرصة سانحة. فقد ضخ 100 ألف دولار في أسهم BitMine، وخسر نحو 10% حتى الآن، لكنه قال إنه ينوي زيادة استثماراته.
ووفقًا لـ بوابة «المصرف»، فإن تراجع أسهم الخزانة المشفرة يعكس هشاشة السوق الرقمية أمام المتغيرات الاقتصادية العالمية، خاصة مع استمرار غياب وضوح السياسات النقدية وفرض الرسوم الجمركية الجديدة على الصين، ما يثير قلق المستثمرين من موجة تصحيح أكبر.





