الطاقة المتجددة تتفوق على الفحم عالميًا بعد عقد من اتفاق باريس التاريخي

بعد مرور عقد من الزمان على اتفاق باريس التاريخي، تجاوزت الطاقة المتجددة الفحم لتصبح المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء على مستوى العالم.
وبحسب مؤسسة إمبر لأبحاث المناخ، المعتمدة على بيانات من 88 دولة تمثل 93% من استهلاك الطاقة العالمي، فقد تجاوز نمو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الطلب المتزايد على الكهرباء لأول مرة في التاريخ، مما يجعل هذا التحول خطوة غير مسبوقة في قطاع الطاقة العالمي.
وقد أدى التوسع في استخدام الطاقة الشمسية تحديدًا إلى زيادة كبيرة في الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، إذ انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية بنسبة 99.9% خلال الخمسين عامًا الماضية، ما مكّن الدول منخفضة الدخل أو ذات الشبكات غير المستقرة من تطوير مشاريع واسعة النطاق بسرعة. ففي النصف الأول من عام 2025، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية بنسبة الثلث مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، مُلبّيًا 83% من الزيادة في الطلب على الكهرباء. بشكل عام، شكلت مصادر الطاقة المتجددة (بما في ذلك الطاقة الكهرومائية والطاقة الحيوية) نحو 34.3% من إجمالي توليد الكهرباء عالميًا، بينما تراجع الفحم إلى 33.1%.
وجاءت نتائج إمبر لتؤكد الدور الريادي للدول النامية مثل الصين و**الهند** في هذا التحول. فقد تجاوزت الصين نمو الطلب البالغ 4.2% بمعدلات توليد الطاقة النظيفة، ما قلّص استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 2%. أما الهند، فعلى الرغم من تباطؤ نمو الطلب على الكهرباء بنسبة 1.3%، فقد عززت إنتاجها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما أدى إلى انخفاض استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 3.6%.
في المقابل، شهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ارتفاعًا في توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري، بسبب زيادة الطلب الذي لم تواكبه المصادر النظيفة بالكامل، وظروف الرياح والجفاف في أوروبا، والتحول من الغاز إلى الفحم في أمريكا، ما أدى إلى زيادة الانبعاثات بنسبة 4.3% و4.8% على التوالي.
ووفقًا لـ بوابة «المصرف»، فإن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا تزالان المحركين الرئيسيين للنمو والتحديث في كل من الاقتصادات الناشئة والدول منخفضة الدخل، مما يجعل التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة واقعًا مستمرًا يتجاوز التحديات الحالية.





