وول ستريت تربح 16 تريليون دولار في 2025 رغم الحروب والفوضى السياسية العالمية
الاقتصاد أولًا: أرباح وول ستريت تتحدى ترامب والحروب العالمية

سجلت وول ستريت مكاسب قياسية تجاوزت 16 تريليون دولار منذ بداية 2025، في وقت يبدو فيه العالم وكأنه “غرفة عمليات عسكرية”، مع اشتعال النزاعات وتزايد الاضطرابات السياسية حول العالم.
ورغم ذلك، تراجع مؤشر التقلب في الأسهم الأميركية إلى أدنى مستوى له في عام، فيما واصل المستثمرون ضخ السيولة في الأسهم، والعملات المشفرة، ، غير عابئين بالمخاطر الجيوسياسية ما دامت لم تمس أرباح الشركات أو أسعار النفط والعملات.
تجاهل الأزمات العالمية
بحسب وكالة “بلومبرغ”، دخلت طائرات روسية مسيّرة المجال الجوي لحلف الناتو، بينما تواصل إسرائيل هجومها على غزة، في وقت تحاصر فيه الصين جزيرة تايوان. وعلى الجانب الآخر، ما زالت أوكرانيا تحت القصف، وحكومة اليابان على وشك الانهيار، وفرنسا تواجه أزمة سياسية جديدة.
وفي واشنطن، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض معلنًا حربًا تجارية جديدة من خلال تعريفات جمركية قياسية هزّت الأسواق العالمية، ومع ذلك لم يتوقف زخم الصعود في الأسهم الأميركية.
أرباح قبل السياسة
هيلين جويل، كبيرة مسؤولي الاستثمار في “بلاك روك”، لخصت الأمر بقولها: “المستثمرون يراقبون الأزمات السياسية، لكن التركيز الأساسي هو على الأرباح، العملات، وإنفاق المستهلكين، فهي ما يحدد مسار السوق”، مؤكدة أن الأسواق تتجاهل أي مخاطر ما لم تنعكس مباشرة على الأرقام.
حتى الآن، ما تزال أرباح الشركات الأمريكية قوية، فيما عززت تخفيضات الفيدرالي للفائدة شهية المخاطرة، مما ساعد على استمرار rally الصعود.
تحذيرات من فقاعة
لكن محللين حذروا من أن أي صدمة مفاجئة في أسعار النفط أو انهيار في أسواق السندات قد تدفع وول ستريت إلى انهيار شبيه بما حدث في 2022 مع غزو أوكرانيا.
جيوما جيسون، استراتيجي في “غولدمان ساكس”، أكد أن “المخاطر السياسية لم تُسعر بعد في الأسهم”، مشيرًا إلى أن السوق الأميركية باتت مبالغًا في تقييمها.
وفي المقابل، ارتفعت أسهم شركات الدفاع بأكثر من 100% منذ بداية العام، فيما سجل الذهب مستويات قياسية جديدة مع تراجع الدولار.
نظرة مستقبلية
استطلاع “بنك أوف أميركا” أظهر أن المخاطر الجيوسياسية باتت تحتل المرتبة الأولى في اهتمامات مديري الصناديق منذ ديسمبر الماضي، ما يعني أن الأسواق قد تتغير فجأة إذا تحول تجاهل المستثمرين إلى ذعر جماعي.
وحذر تيم موراي، استراتيجي الأسواق في “تي. رو. برايس”، من أن أي مفاجأة اقتصادية سلبية قد تُشعل هبوطًا كبيرًا في البورصات العالمية، قائلًا: “في ظل التقييمات المرتفعة الحالية، لا يوجد مجال للخطأ.”





