مصر تستهدف تحويل قدرات الذكاء الاصطناعي إلى تطبيقات تنموية في القطاعات الحيوية

القاهرة – «المصرف نيوز»
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التعاون العربي في مجال الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا وإنما ضرورة حتمية، مشددًا على أهمية إقامة إطار مؤسسي لتعزيز هذا التعاون. وكشف الوزير عن تقدم مصر باقتراح لإنشاء مجلس الوزراء العرب للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات البازغة تحت مظلة جامعة الدول العربية، ليكون منصة لتوحيد الجهود وتنسيق السياسات وتعزيز الحضور العربي على الخريطة الدولية.
جاء ذلك خلال كلمة الوزير في افتتاح المنتدى العربي الأول للذكاء الاصطناعي بمدينة العلمين الجديدة، والذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة وعدد من المسؤولين والوزراء.
وأشار طلعت إلى أن المنتدى يمثل محفلًا عربيًا جامعًا لمناقشة مستجدات الذكاء الاصطناعي، منوهًا إلى أن تبني الأمانة العامة لمبادرة “الذكاء الاصطناعي نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة” يعكس إدراكًا عميقًا بأن هذه التكنولوجيا أصبحت ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمي العربي.
وأوضح أن مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات كان قد أقر مطلع العام الجاري الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب اعتماد وثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بما يضمن الابتكار المسؤول والحوكمة الرشيدة لهذه التكنولوجيا.
وكشف الوزير عن أبرز ثمار المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي في مصر، مشيرًا إلى إطلاق منظومتين حديثتين الشهر الماضي:
في قطاع القضاء: منظومة التقاضي عن بُعد بالمحاكم الجنائية، المدعومة بتقنية تحويل الصوت إلى نص مكتوب لإنتاج المحاضر آليًا، والتي حققت دقة غير مسبوقة عالميًا في معالجة اللغة العربية المنطوقة باللهجة المصرية.
في قطاع الصحة: أول منظومة مصرية للكشف المبكر عن أورام السيدات باستخدام الذكاء الاصطناعي، بدقة تصل إلى 90%، وهي الأعلى عالميًا في هذا المجال، تم تطويرها بالكامل بعقول مصرية.
كما أشار طلعت إلى أن مصر تعمل على تطوير تطبيقات ذكية أخرى في مجالات التعليم والزراعة والري، بما يعزز إدارة العملية التعليمية والموارد المائية وتخطيط الإنتاج الزراعي. وأعلن عن اختيار مصر لاستضافة النسخة الأولى من قمة “AI Everything الشرق الأوسط وأفريقيا” في فبراير المقبل، ما يعكس مكانتها الريادية في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة أهداف التنمية.
واختتم وزير الاتصالات كلمته بالتأكيد على أن تكامل الجهود العربية هو السبيل الأمثل لصون المصالح المشتركة وتعزيز الحضور في المحافل الدولية، معربًا عن ثقته في أن التعاون العربي سيظل ركيزة لتحقيق الريادة الرقمية العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.





