«صندوق النقد»: طفرة الذكاء الاصطناعي قد تتحول إلى فقاعة دون تهديد للنظام المالي

حذّر صندوق النقد الدولي (IMF) من أن الطفرة الاستثمارية الضخمة في أسهم الذكاء الاصطناعي تشبه إلى حدّ كبير فقاعة “الدوت كوم” التي شهدها العالم في أواخر التسعينيات، محذرًا من احتمال انفجارها مستقبلًا، وإن كان تأثيرها المحتمل لن يمتد إلى أزمة مالية.

وقال الصندوق، في تقريره الصادر الثلاثاء خلال الاجتماعات السنوية مع البنك الدولي في واشنطن، إن الاستثمار الضخم في شركات الذكاء الاصطناعي رفع تقييمات الأسهم إلى مستويات غير مسبوقة، ما ساهم أيضًا في زيادة الاستهلاك والضغوط التضخمية.

وأوضح بيير أوليفييه غورينشاس، كبير الاقتصاديين في الصندوق، أن التفاؤل الكبير المحيط بتقنيات الذكاء الاصطناعي قد لا يتماشى مع النتائج الفعلية على المدى القريب، مما قد يؤدي إلى تصحيح حاد في أسعار الأسهم، على غرار ما حدث خلال فقاعة الإنترنت عام 2000.

وأشار غورينشاس إلى أن الفارق الأساسي هذه المرة أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي تمولها شركات تكنولوجية ذات ملاءة مالية قوية وليست معتمدة على الديون، مما يقلل احتمالات انتقال أي هزة في السوق إلى النظام المصرفي.

ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، لفت صندوق النقد إلى أن الطفرة الحالية لا تزال محدودة مقارنة بفقاعة الإنترنت؛ إذ ارتفعت الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي بنسبة تقل عن 0.4% من الناتج المحلي الأمريكي منذ 2022، مقابل 1.2% في فترة ازدهار الإنترنت بين 1995 و2000.

وأكد التقرير أن هذه الاستثمارات تسهم في دعم النمو الأمريكي والعالمي، لكنها في المقابل تدفع التضخم إلى الارتفاع، وهو ما دفع الصندوق إلى رفع توقعاته لمعدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.7% في 2025 و2.4% في العام التالي، لتظل فوق مستوى مستهدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

كما أشار الصندوق إلى عوامل أخرى ترفع الأسعار، مثل انخفاض معدلات الهجرة، وتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي امتصها المستوردون الأمريكيون في هوامش أرباحهم بدلًا من تمريرها للمستهلكين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى