دول الخليج تشعل سباق المعادن النادرة لمواجهة تباطؤ النفط

تتسارع دول الخليج بشكل غير مسبوق نحو المعادن النادرة لتعزيز دورها في الاقتصاد العالمي وتقليل الاعتماد على النفط، مع استثمارات مركزة على المعالجة والشراكات الدولية بدلاً من التعدين المباشر، وفقًا لشبكة CNBC. وتهدف الخطوة إلى تلبية الطلب المتزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وسط تحولات جيوسياسية واقتصادية كبيرة بين الولايات المتحدة والصين.
وأشار خبراء التعدين إلى أن الاهتمام الخليجي بالمعدن النادر “هائل”، رغم غياب رواسب كبيرة في المنطقة، مع تركيز الاستثمار على عمليات التكرير والشراكات الدولية. وأوضح توني سيج، الرئيس التنفيذي لشركة “كريتيكال ميتالز”: “صحيح أنه لا توجد اكتشافات ضخمة في الخليج، لكن دول المنطقة تسعى للمشاركة في سلسلة التوريد بأي طريقة ممكنة”.
تستهدف الاستثمارات الخليجية المعادن الأساسية مثل النحاس، الليثيوم، النيكل، الكوبالت، والعناصر الأرضية النادرة، والتي تعتبر جوهرية للتحول في مجال الطاقة والتصنيع عالي التقنية. وقد وقعت شركة “كريتيكال ميتالز” شراكة مع مجموعة العبيكان السعودية لبناء مصنع ضخم لمعالجة هيدروكسيد الليثيوم في المملكة، ضمن استراتيجية المملكة طويلة الأمد لتنويع الاقتصاد.
وبحسب كيفن داس، كبير المستشارين الفنيين في شركة “نيو فرونتير مينيرالز”، فإن الاهتمام المتزايد يعود إلى توقعات طفرة في الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن كل روبوت جديد سيحتاج إلى هذه المعادن النادرة، في ظل توقع شح العرض عالميًا.
ووفقا لـ « بوابة المصرف » تكتسب هذه المعادن أهمية استراتيجية في ظل التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تنتج الصين نحو 70% من العناصر الأرضية النادرة وتعالج 90% منها، ما يشكل تحديًا استراتيجيًا لدول الخليج الساعية إلى دور أكبر في سلسلة التوريد العالمية.
ومع استمرار هذه التحولات، تؤكد التحليلات أن منطقة الخليج تحتاج لسنوات قبل أن تتمكن من التأثير الكبير على سوق المعادن العالمية. ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، فإن التوجه الخليجي يشير إلى استراتيجية طموحة نحو تنويع الاقتصاد والاستثمار في المستقبل بعيدًا عن النفط.





