الذهب يستقر قرب 4000 دولار للأوقية مع تراجع رهانات خفض الفائدة الأميركية

استقرت أسعار الذهب حول مستوى 4000 دولار للأوقية مع تراجع توقعات الأسواق بشأن خفض جديد للفائدة الأميركية خلال ديسمبر، بعد أن أبدى الاحتياطي الفيدرالي موقفًا أكثر حذرًا بشأن السياسة النقدية المقبلة.
وفي منتصف الأسبوع، خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، تماشيًا مع التوقعات، إلا أن تصريحات جيروم باول، رئيس البنك المركزي، أثارت الشكوك حول استمرار دورة التيسير النقدي، مؤكدًا أن قرار خفض الفائدة مجددًا في ديسمبر “ليس محسومًا بعد”.
قبل القرار، كانت الأسواق تسعّر احتمالًا بنسبة 90% لخفض الفائدة، لكن التقديرات انخفضت الآن إلى 63%، مما أدى إلى إبقاء أسعار الذهب قريبة من أدنى مستوياتها هذا الأسبوع، عند نحو 3900 دولار للأوقية.
وفي المقابل، أسهم تحسن العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ورغم الضغوط البيعية، نجح المعدن النفيس في العودة إلى مستوى 4000 دولار، لكن المحللين يرون أنه يفتقر إلى الزخم اللازم لاختراق المقاومة البالغة 4050 دولارًا.
قال فيليب سترابل، كبير استراتيجيي السوق في “بلو لاين فيوتشرز”، إن الذهب يمتلك “مجالًا محدودًا للصعود على المدى القريب”، موضحًا أن “الأسعار تحتاج إلى تجاوز 4175 دولارًا للأوقية لاستعادة الاتجاه الصاعد”.
وأضاف أن “البيانات الاقتصادية الضعيفة المتوقعة الأسبوع المقبل قد تُنعش الذهب مجددًا”، مشيرًا إلى أن أي تراجع دون 3950 دولارًا يُعتبر “فرصة شراء للمستثمرين”.
من جانبه، أكد أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أن الذهب يمر بفترة تماسك فني صحي، متوقعًا أن “يستمر في هذا النطاق حتى نهاية العام، مع احتمالات قوية للعودة إلى أعلى مستوياته التاريخية”.
بدوره، قال آرون هيل، كبير محللي الأسواق في FP Markets، إن “الذهب يواجه سوقًا متقلبة بسبب العوامل المتعارضة بين السياسة النقدية الأميركية وتطورات الاقتصاد العالمي”، مضيفًا أن “مؤشر التقلبات (VIX) ما زال عند مستوى 16+، مما يعزز الطلب على التنويع والتحوط.”
وأشار لقمان أوتونوجا، كبير محللي السوق في FXTM، إلى أن “استمرار حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، حيث لم تُقر الحكومة بعد تشريع التمويل الجديد، قد يدعم الذهب كملاذ آمن”.
ووفقًا لـ «بوابة المصرف»، فإن الذهب لا يزال يتداول ضمن نطاق عرضي حول 4000 دولار للأوقية، بينما يستعد المستثمرون لموجة بيانات اقتصادية تشمل تقارير سوق العمل الأميركي، ومؤشرات مديري المشتريات، واستطلاعات ثقة المستهلك.
ويرى محللون أن هذه المؤشرات ستكون حاسمة في تحديد اتجاه أسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة.





