«جلوبال فاينانس»: مؤتمر الأطراف الثلاثين يختبر جدية العالم من الوعود إلى التنفيذ
في الانتقال

تتجه الأنظار إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المزمع عقده في الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر في مدينة بيليم البرازيلية، وسط توقعات بأن يمثل نقطة محورية لاختبار جدية الدول في تحويل الوعود البيئية إلى تنفيذ ملموس، وفقًا لتقرير نشرته مجلة «جلوبال فاينانس».
ويأتي المؤتمر هذا العام بعد 33 عامًا من قمة ريو إيكو 1992، وهو أكثر من مجرد اجتماع سنوي، إذ يركز على تفعيل الهدف الكمي الجماعي الجديد (NCQG) الذي يستهدف تعبئة 1.3 تريليون دولار أمريكي لتمويل المناخ للدول النامية، بما يتزامن مع ظهور محافظ متنوعة لأدوات التمويل البيئي تهدف إلى تعديل أقساط المخاطر وتقليل تكلفة رأس المال لمشاريع التحول البيئي.
ووفقًا لتقارير سابقة، ارتفع تمويل المناخ من جانب بنوك التنمية المتعددة الأطراف بنسبة 10% إلى 137 مليار دولار في 2024، مع زيادة التمويل للاقتصادات المنخفضة والمتوسطة بنسبة 14%، وارتفاع التمويل الخاص للاستثمارات المناخية بنسبة 33%، مما يعكس دور القطاع الخاص كعنصر محوري في جهود خفض الانبعاثات وتحقيق أهداف اتفاق باريس 2015.
وتشير التحليلات إلى أن نجاح COP30 لن يُقاس فقط بالاتفاقيات الموقعة، بل بالتحقق من التزام الدول والشركات بالمساهمات المحددة وطنيًا (NDCs)، التي تحدد المبالغ الطوعية لمكافحة تغير المناخ للسنوات العشر القادمة. ويؤكد خبراء مثل مارينا كانسادو، الرئيس التنفيذي لشركة Converge Capital، على ضرورة تحويل الطموح السياسي إلى تمويل قابل للتوزيع ونتائج ملموسة على الأرض.
البرازيل، بصفتها الدولة المضيفة، تبذل جهودًا غير مسبوقة لتحفيز الاستثمار في البيئة، أبرزها إطلاق “مرفق الغابات الاستوائية للأبد” (TFFF)، الذي يهدف إلى حشد حوالي 4 مليارات دولار سنويًا لدعم جهود الحفاظ على الغابات، وإظهار قدرة البلاد على قيادة الاقتصاد الانتقالي العالمي. وتشمل الاستعدادات توسيع البنية التحتية لاستقبال أكثر من 55 ألف مندوب، بما في ذلك إضافة 22 ألف سرير فندقي، وتطوير المطار، والطرق، وشبكة الصرف الصحي.
ووفقا لـ بوابة المصرف، يمثل مؤتمر الأطراف الثلاثين اختبارًا حقيقيًا لقدرة العالم على تحويل الوعود البيئية إلى تمويل وتنفيذ ملموس، في ظل التحديات التي تواجهها الأسواق والشركات، خاصة فيما يتعلق بأسواق الكربون والتكيف مع ارتفاع التكاليف البيئية والاجتماعية.





