معضلة الاحتياطي الفيدرالي: فرص خفض الفائدة تتراجع إلى 44.4% قبل اجتماع ديسمبر

تشير بيانات بورصة شيكاغو التجارية (CME) إلى أن 44.4% فقط من المستثمرين يعتقدون أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض سعر الفائدة المرجعي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 350–375 نقطة أساس خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر.
وكان احتمال خفض سعر الفائدة قد انخفض من 94.2% في 15 أكتوبر إلى 66.9% في 7 نوفمبر، ثم إلى 50.1% في 13 نوفمبر، في حين ارتفع عدد المستثمرين الذين يتوقعون بقاء سعر الفائدة ثابتًا إلى 55.6%، مقابل 5.7% فقط في منتصف أكتوبر.
توقعات المؤسسات المالية
رغم هذا التراجع في توقعات السوق، يتوقع العديد من المؤسسات المالية خفض الفائدة مرتين على الأقل قبل نهاية العام. من بين هذه المؤسسات، غولدمان ساكس وسيتي جروب، اللتان تتوقعان خفضًا إضافيًا بثلاث مرات على الأقل خلال 2025، كل منها بمقدار 25 نقطة أساس.
تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي
صرّح جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مؤخرًا بأن هناك اختلافًا في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حول كيفية المضي قدمًا في ديسمبر، مشيرًا إلى أن خفض سعر الفائدة لا يزال ممكنًا، لكنه يمثل معضلة حقيقية.
كما أبدى نيل كاشكاري، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، تحفظه بشأن خفض الفائدة في ديسمبر، بعد أن كان قد أيد سابقًا خفضها للمرة الثالثة خلال العام. وشاركت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، وجهة نظر متقاربة، مشيرة إلى أن أي قرار قبل أربعة أسابيع من اجتماع اللجنة سيكون سابقًا لأوانه. وقالت دالي:
“لدي ذهن منفتح، ولكن لم أتخذ قرارًا نهائيًا، وأتطلع لمناقشة الأمر مع زملائي.”
أما سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، فصوتت لصالح خفضي الفائدة خلال العام، لكنها الآن مترددة نظرًا لمحدودية البيانات المتعلقة بالتضخم بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية.
استراتيجية جمع البيانات
أكد باول أن المجلس سيجمع كل البيانات المتاحة ويقيّمها بعناية، بما يشمل بيانات خاصة، استطلاعات رأي داخلية، ومقابلات غير رسمية مع كبار المسؤولين التنفيذيين على مستوى البلاد. وأضاف أن اجتماع ديسمبر يشبه قيادة سيارة في الضباب، مع الخيار الوحيد وهو التباطؤ، دون تأكيد ما إذا كان سيُخفض سعر الفائدة.
تصريحات باول تسلط الضوء على المعضلة المتنامية للاحتياطي الفيدرالي في ظل نقص البيانات الأساسية وتأثير السياسات الاقتصادية الحالية، بما في ذلك ما يسميه تأثير الرئيس ترامب على توقعات التخفيضات.
ووفقًا «بوابة المصرف»، تواجه الأسواق الأمريكية معضلة حقيقية مع اقتراب اجتماع ديسمبر، إذ يواصل الاحتياطي الفيدرالي دراسة البيانات بعناية قبل اتخاذ أي قرار بشأن خفض أسعار الفائدة، مع ضرورة رسم مسار واضح للسياسة النقدية المستقبلية لمواجهة دورة اقتصادية جديدة





