السعودية تتحول من نيوم إلى الذكاء الاصطناعي لجذب استثمارات وول ستريت

أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحول استراتيجي بارز في خططها الاقتصادية، مع تقليص ما كان يُعد من أكبر مشاريع البناء في العالم، مشروع نيوم، وتوجيه استثماراتها نحو الذكاء الاصطناعي (AI) والتقنيات المستقبلية لجذب رأس المال الأجنبي، خاصة من وول ستريت.
ووفقًا لتقارير فاينانشال تايمز وبلومبرغ، يأتي هذا التحول في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط، وتعزيز مكانة المملكة في اقتصاد المعرفة والتقنيات الرقمية. وقد أوضح مسؤولون سعوديون أن المملكة ترغب في تقليل الاعتماد على مشاريع البناء الضخمة المعقدة، والتركيز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي للبنوك، الطاقة، الصحة، والمدن الذكية.
وأشار خبراء الاقتصاد إلى أن هذا التحول يُعزز جاذبية المملكة أمام المستثمرين العالميين، خصوصًا في أسواق رأس المال الأمريكية، حيث يتزايد الطلب على الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، فإن المستثمرين يراقبون عن كثب قدرة المملكة على تنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي الضخمة، بما يشمل أنظمة المدن الذكية، الطاقة المستدامة، والأمن السيبراني، باعتبارها عوامل رئيسية لتعزيز النمو الاقتصادي والاستقرار المالي على المدى الطويل.
يأتي هذا الإعلان بعد مراجعة شاملة لميزانية مشروع نيوم، الذي كان يهدف إلى بناء مدن مستقبلية على مساحة ضخمة، إذ أشارت التقارير إلى أن بعض المكونات الطموحة للمشروع تم تأجيلها أو إلغاؤها جزئيًا، لصالح توجيه الاستثمارات نحو حلول مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا.
ويُتوقع أن يسهم هذا التحول في تعزيز الشراكات مع شركات التكنولوجيا الأمريكية والأوروبية، وإطلاق مبادرات جديدة لتدريب الكوادر السعودية في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، بما يدعم أهداف رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد الوطني.





