كيف يقود بنك مانديري الثورة المصرفية الرقمية في جنوب شرق آسيا

في ظل التسارع الرقمي العالمي، يبرز بنك مانديري كأحد أهم المحركات الأساسية للابتكار المالي في جنوب شرق آسيا، مستندًا إلى رؤيته الطموحة لبناء العمود الفقري الرقمي للاقتصاد الإندونيسي عبر منصته العملاقة «كوبرا باي مانديري».

وفي حوار لمجلة جلوبال فاينانس، أوضح بودي براسيتيو، نائب الرئيس الأول للخدمات المصرفية للشركات الرقمية في بنك مانديري، أن البنك أصبح اليوم لاعبًا رئيسيًا في التحول الرقمي المالي في البلاد، حيث يُدير ما يقرب من ثلث المعاملات الرقمية في إندونيسيا من خلال منصته «كوبرا باي مانديري».

وأشار براسيتيو إلى أن البنك بنى منظومة مصرفية متكاملة تربط الشركات الكبرى بالموردين والموزعين، وتشمل ثلاث ركائز رقمية رئيسية: كوبرا باي مانديري للشركات، وليفين باي مانديري للأفراد، وليفين ميرشانت للشركات الصغيرة والمتوسطة، بما يمثل نحو 30% من سوق المعاملات الرقمية الوطنية.

وأضاف أن البنك أعاد تصميم منصته بشكل شامل العام الماضي لتبسيط تجربة المستخدم، مع تحسين الواجهة والتكامل مع أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) لتسريع المعاملات. وتشمل المنصة اليوم حلول إدارة النقد وتمويل التجارة وسلسلة القيمة، وتتيح للعملاء معالجة حتى 50 ألف معاملة في الوقت نفسه مع إشعارات ذكية بالذكاء الاصطناعي.

وأكد أن نظام Kopra Embedded Finance وسّع نطاق الخدمات الرقمية للبنك، موفرًا أكثر من 200 خدمة API تتكامل مباشرة مع أنظمة العملاء، مما يسمح بإدارة المدفوعات ورأس المال العامل دون مغادرة المنصات الداخلية.

وأوضح براسيتيو أن البنك يدمج الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالتدفقات النقدية واكتشاف المخاطر وتخصيص الخدمات، لافتًا إلى قرب إطلاق نظام ذكي للتحقق من المستندات التجارية وتعزيز الشفافية المالية.

وفقًا لـ«بوابة المصرف»، تُبرز تجربة بنك مانديري نموذجًا متطورًا للبنوك في الاقتصادات الناشئة، إذ يربط الابتكار التكنولوجي برؤية اقتصادية شاملة تهدف إلى تمكين الشركات والمستهلكين من تحقيق النمو الذكي والمستدام.