محادثات أمريكية–صينية في كوالالمبور لتجنب تصعيد الحرب التجارية قبل قمة ترامب وشي

بدأ كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثات في العاصمة الماليزية كوالالمبور، في مسعى لتجنب تصعيد الحرب التجارية بين البلدين، وتهيئة الأجواء لعقد لقاء مرتقب الأسبوع المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج.

وتُجرى هذه المحادثات على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث يسعى الطرفان إلى إعادة ضبط العلاقات التجارية بعد أشهر من التوترات والقيود المتبادلة على المعادن الأرضية النادرة والسلع التكنولوجية.

وشارك في الاجتماعات سكوت بيسنت وزير الخزانة الأمريكي، وجيميسون جرير الممثل التجاري للولايات المتحدة، إلى جانب هي ليفينج نائب رئيس الوزراء الصيني، ولي تشنغ قانغ كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، وذلك داخل برج ميرديكا 118، ثاني أطول مبنى في العالم.

وأكدت مصادر مطلعة أن المباحثات تستهدف التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل انعقاد قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كوريا الجنوبية، تمهيدًا لاجتماع ترامب وشي، حيث من المتوقع مناقشة ملفات الإعفاءات الجمركية المؤقتة وضوابط تصدير التكنولوجيا.

وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل مغادرته واشنطن متوجهًا إلى آسيا، إلى أن الزراعة الأمريكية وملف تايوان سيكونان ضمن أولويات المباحثات، مؤكدًا أنه يتطلع إلى اجتماع “مثمر” مع نظيره الصيني.

وبحسب تحليلات اقتصادية، فإن واشنطن وبكين تسعيان لتجنب عودة الرسوم الجمركية إلى مستوياتها السابقة التي تجاوزت 100% في بعض القطاعات، بعد أن شهدت العلاقات انفراجًا محدودًا خلال هدنة جنيف في مايو الماضي، والتي خفضت الرسوم إلى نحو 55% أمريكية مقابل 30% صينية.

إلا أن هذه الهدنة تعرضت للانهيار في سبتمبر عندما وسعت واشنطن قائمتها السوداء لتشمل آلاف الشركات الصينية، وردّت بكين بفرض قيود على تصدير المعادن النادرة، ما أعاد التوتر التجاري إلى الواجهة.

وفقًا لـ«بوابة المصرف»، يرى محللون أن نجاح محادثات كوالالمبور سيحدد مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة مع تصاعد المنافسة على السيطرة على سلاسل الإمداد العالمية، وسط مساعٍ أمريكية لتقليل الاعتماد على الواردات الصينية في الصناعات الحيوية.

ويتوقع المراقبون أن تكون نتائج القمة المقبلة بين ترامب وشي محورية في تهدئة الأسواق العالمية، وتحديد مسار الاقتصاد الدولي خلال الأشهر المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى