عمالقة التكنولوجيا يحرقون 80 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي
انقسام وسط وول ستريت حول العوائد

أنفقت ثلاث من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم — جوجل وميتا ومايكروسوفت — ما يقرب من 80 مليار دولار على مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في سباق محموم نحو الريادة الرقمية، لكن وول ستريت بدت منقسمة بشدة بشأن مستقبل هذه الاستثمارات الضخمة.
قفز سهم ألفابت (جوجل) بنحو 7% بعد إعلان الشركة نيتها زيادة إنفاقها لعام 2025 بمقدار 8 مليارات دولار ليصل إلى 93 مليار دولار، مع تحقيق إيرادات فصلية بلغت 100 مليار دولار للمرة الأولى في تاريخها.
في المقابل، شهد سهم ميتا تراجعًا يقارب 9% بعد تصريحات مؤسسها مارك زوكربيرج بأن إنفاق الشركة على الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز 100 مليار دولار العام المقبل، وهو ما أثار قلق المستثمرين من تضخم النفقات دون عوائد ملموسة حتى الآن.
أما مايكروسوفت، فقد أنفقت 35 مليار دولار خلال الربع المالي الأخير، بزيادة 74% عن العام الماضي، وأعلنت خططًا لرفع الإنفاق إلى نحو 140 مليار دولار في 2026، رغم تراجع سهمها 4% هذا الأسبوع.
وقال ديك مولاركي، مدير استثمارات في شركة SLC Management التي تدير 300 مليار دولار، إن السوق باتت تراقب بدقة “متى ستبدأ هذه الاستثمارات العملاقة في جني الأرباح الفعلية”، مشيرًا إلى أن الحماس التكنولوجي غالبًا ما يتبعه تصحيح مؤلم للمستثمرين الأوائل.
من جانبه، أوضح سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لجوجل، أن عدد مستخدمي Gemini ارتفع إلى 650 مليون مستخدم شهريًا، بينما يقترب ChatGPT من حاجز 800 مليون مستخدم. وأضاف أن إيرادات الحوسبة السحابية في جوجل تجاوزت مليارات الدولارات بفضل خدمات الذكاء الاصطناعي للشركات.
أما زوكربيرج، فأكد أن استثمارات ميتا الضخمة تهدف إلى بناء “ذكاء اصطناعي خارق” يمكن أن يغيّر مستقبل الصناعة، مشيرًا إلى أن الشركة ستواصل التوسع بقوة في مراكز البيانات الخاصة بها حتى عام 2026.
وتشير بيانات السوق إلى أن إجمالي إنفاق الشركات الثلاث قد يصل إلى 300 مليار دولار خلال العامين المقبلين، في واحدة من أكبر موجات الاستثمار في تاريخ التكنولوجيا الحديثة.
وفقًا لـ«بوابة المصرف»، فإن هذا السباق بين عمالقة التكنولوجيا لا يعكس فقط تطور الذكاء الاصطناعي، بل أيضًا تحولًا جذريًا في استراتيجيات الاستثمار العالمية نحو بناء بنية تحتية رقمية ضخمة قد تغيّر موازين الاقتصاد خلال العقد المقبل.





