أسرار فشل الذكاء الاصطناعي في البنوك الاستثمارية الكبرى ووول ستريت 

رغم أن الذكاء الاصطناعي أصبح حديث العالم وأداة لا غنى عنها في أغلب القطاعات، إلا أن البنوك الاستثمارية الكبرى في وول ستريت ما زالت تواجه إخفاقات متكررة في توظيفه لتحقيق أرباح حقيقية.
فبينما ضخت مؤسسات مثل غولدمان ساكس ومورغان ستانلي وجي بي مورغان مليارات الدولارات في تطوير أنظمة تحليل البيانات والتداول الآلي، إلا أن النتائج لم ترقَ إلى التوقعات العالية التي رُوِّجت لها قبل سنوات.

الذكاء الاصطناعي لا يفهم “سلوك السوق”

يشير محللون إلى أن أسواق المال تتحرك بعوامل نفسية أكثر منها رياضية، وهو ما يجعل النماذج المبنية على البيانات التاريخية عاجزة عن التنبؤ بدقة بتقلبات السوق، خصوصًا في فترات الأزمات أو الأحداث الجيوسياسية غير المتوقعة.
فخوارزميات التداول التي تفوقت في البيئات المستقرة، تعرضت لخسائر فادحة في فترات تقلب السوق مثل أزمة البنوك الأمريكية في 2023.

جودة البيانات لا تزال المشكلة الأكبر

تواجه البنوك الاستثمارية مشكلة في تنقية البيانات المالية المعقدة، إذ تعتمد على معلومات من مئات المصادر التي قد تكون متضاربة أو غير محدثة.
وبحسب تقرير حديث لشركة Accenture، فإن أكثر من 60% من قرارات الاستثمار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تعاني من خطأ بشري أو نقص في جودة البيانات.

الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الحدس البشري

يرى خبراء الأسواق أن العامل البشري لا يمكن الاستغناء عنه في تحليل سلوك المستثمرين وتقدير المخاطر.
فالذكاء الاصطناعي يتعامل مع الأرقام بموضوعية جامدة، لكنه لا يستطيع التقاط الإشارات النفسية أو “النبض الخفي” للسوق الذي يلاحظه المستثمرون المحترفون.

 خسائر بمليارات الدولارات

وفق بيانات نشرها موقع Financial Times، فإن خسائر بعض البنوك الاستثمارية الناتجة عن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي تجاوزت 7 مليارات دولار خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، نتيجة قرارات تداول غير دقيقة أو اعتماد خاطئ على نماذج تنبؤية غير محدثة.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الاستثمار

رغم هذه الإخفاقات، لا تزال البنوك الكبرى تراهن على تطوير الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لا بديلًا عن الخبرة البشرية.
ويتوقع محللون أن تشهد الأعوام المقبلة دمجًا أعمق بين الذكاء الاصطناعي والمحللين البشر، لتكوين ما يُعرف بـ“العقل المالي الهجين” الذي يجمع بين سرعة الآلة وحدس الإنسان.

ووفقًا لما رصدته «بوابة المصرف»، فإن الاتجاه السائد حاليًا في وول ستريت هو إعادة تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر مرونة وتكيّفًا مع الأحداث الطارئة، بدلًا من الاعتماد على نماذج جامدة تعتمد على الماضي أكثر من الحاضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى