الأسهم الآسيوية تتراجع من مستويات قياسية بفعل جني الأرباح وصعود الدولار الأمريكي

تراجعت الأسواق الآسيوية اليوم الثلاثاء من مستوياتها القياسية، مع اتجاه المستثمرين إلى جني الأرباح بعد موجة صعود قوية قادتها شركات التكنولوجيا، بينما ارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في نحو تسعة أشهر مقابل الين وثلاثة أشهر مقابل اليورو.
وجاء هذا التراجع وسط ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية وتزايد الانقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن مستقبل السياسة النقدية واحتمالات خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل.
وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكي بعد أن سجل مستوى قياسيًا جديدًا، كما هبطت أسواق تايبيه وسول وهونغ كونغ بفعل عمليات بيع لجني الأرباح، رغم الدعم الجزئي من القطاع التكنولوجي في بداية الجلسة.
وقال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي سوق الصرف الأجنبي في بنك NAB، إن “الأسواق لا تزال رهينة اتجاهين متناقضين: ازدهار شركات التكنولوجيا الكبرى بدعم من طفرة الذكاء الاصطناعي، مقابل ضعف قطاع التصنيع المتأثر بالتعريفات الجمركية وارتفاع التكاليف”.
وأضاف أن المستثمرين أصبحوا أكثر حذرًا مع غياب وضوح الرؤية حول موقف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خاصة في ظل تصريحات متباينة من مسؤوليه بشأن التيسير النقدي.
وفي أستراليا، أبقى بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعًا، مشيرًا إلى أن جزءًا من الارتفاع في التضخم بالربع الثالث كان مؤقتًا، ما أبقى على الآمال بخفض محتمل للفائدة لاحقًا.
وتراجع الدولار الأسترالي في البداية بنسبة 0.3% قبل أن يقلص خسائره إلى 0.1% ليستقر عند 0.6531 دولار أمريكي، بينما صعد مؤشر الدولار الأمريكي متجاوزًا 100 نقطة للمرة الأولى في ثلاثة أشهر.
في المقابل، تراجع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.1498 دولار، بينما لامس الين الياباني مستوى 154.48 ين للدولار للمرة الأولى منذ فبراير الماضي.
ويأتي ذلك وسط تقييم الأسواق لتصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي، الذي أشار إلى أن خفض الفائدة الأخير قد يكون النهائي لعام 2025، فيما أظهرت بيانات CME FedWatch أن الأسواق تُسعّر الآن احتمال خفض الفائدة في ديسمبر بنسبة 65% فقط، انخفاضًا من 94% الأسبوع الماضي.
في الوقت نفسه، أظهر مسح معهد إدارة التوريد الأمريكي (ISM) انكماش قطاع التصنيع الأمريكي للشهر الثامن على التوالي في أكتوبر، ما ألقى بظلاله على المعنويات في الأسواق العالمية.
كما تراجعت أسعار النفط الخام بنسبة طفيفة بعد أن قررت أوبك+ إيقاف زيادات الإنتاج في الربع الأول من 2026، بينما انخفض الذهب بنسبة 0.3% ليستقر قرب 3990 دولارًا للأوقية.
ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، تعكس تحركات الأسواق حالة الترقب والحذر لدى المستثمرين عالميًا، مع اقتراب اجتماعات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي، واستمرار تقلبات الأسواق الناشئة بفعل قوة الدولار الأمريكي وضغوط العوائد.





