الدكتور محمد عمران يكتب : «11 سبتمبر بعين مصرية شعبية»

في 11 سبتمبر 2001 اهتز العالم الغربي على وقع سقوط برجي التجارة العالمي في نيويورك، لكن المشهد لم يُقرأ بنفس الطريقة عند المصريين. المواطن العادي في مصر شاف الحدث من منظور حياته اليومية، ومشاكله، وصراعه مع الإعلام الغربي اللي طول عمره بيصور المسلمين كأنهم الخطر على الحضارة والإنسانية
من أول لحظة، المصريون تعاطفوا إنسانيًا مع الضحايا، حرام الدم وده في الشريعة الإسلامية الغراء ، لكن في نفس الوقت اتولد جواهم شعور بالريبة والشك : ليه دايمًا أصابع الاتهام بتتشاور ناحية العرب المسلمين قبل ما يتم يبدأ التحقيق ؟
ليه الإعلام الغربي الصهيوني بيغطى على أسباب أعمق زي تدخلات أمريكا في العالم الإسلامي، وحروبها المستمرة في العراق وفلسطين و أفغانستان والصومال والسودان وليبيا البوسنة والهرسك.. الخ الخ ؟
الشارع المصري وقتها كان شايف إن اللي حصل نتيجة طبيعية للسياسات الأمريكية المتعجرفة المتغطرسة اللي طول الوقت بتمارسها ضد شعوب العالم الإسلامي :
دعم غير محدود لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية والطفل الفلسطيني
تدخلات عسكرية في الشرق الأوسط بأقوى ترسانة عسكرية
صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين في جميع وسائل الإعلام الغربي لا استثني احد.
كثير من المصريين البسطاء وقتها قالوا جملة تكررت على القهاوي والبيوت:
هما زرعوا الشوك، يستحملوا جرحه.
مش شماتة ( ليست من أخلاق الإسلام) في الضحايا، لكن إحساس بإن أمريكا بدأت تذوق من نفس الكأس اللي وزعته على العالم الإسلامي .
وفي نفس الوقت، كان فيه وعي إن اللي حصل هيكون نقطة تحول خطيرة في المنطقة .
وفعلاً بعد 11 سبتمبر، زادت الضغوط على مصر ودول المنطقة تحت شعار مكافحة الإرهاب (وقاومت مصر بشدة يشهد التاريخ) ، واتفتح الباب لتدخلات سياسية وأمنية غربية أوسع واحتلال العراق واليمن وسوريا و أفغانستان وليبيا وكان إنتاج ١١ سبتمبر الخريف العربي.
وحتى الان يرى المواطن المصري إن العالم كله يبكي على نيويورك ، بس لا يرى نفس البكاء على غزة ولا بغداد وطرابلس وبيروت ودمشق وصنعاء ولا مقديشو.
في النهاية أتمنى ان يستيقظ المسلمين ويتحدوا معا من أجل وحدة إسلامية عالمية.





