الذهب ينتظر محفزًا جديدًا مع تمسكه بمستوى 4000 دولار كحاجز نفسي قوي

يُواصل الذهب تحركاته المحدودة هذا الأسبوع، إذ لا يزال مستوى 4000 دولار للأونصة يشكّل حجر عثرة نفسيًا وفنيًا يصعب كسره، في ظل حالة الغموض التي تُخيّم على المشهد الاقتصادي الأمريكي مع استمرار إغلاق الحكومة الأميركية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

يقول المحللون إن حالة الغموض المتزايدة دفعت المستثمرين إلى البحث عن توجيهات من مؤشرات أخرى، بما في ذلك أسواق الأسهم الأمريكية والدولار الأمريكي، لتقدير الاتجاه المستقبلي للأسواق.

ويتوقع الخبراء أن يُنهي سوق الذهب الأسبوع عند المستوى ذاته الذي بدأ به، مع ترسّخ قناعة أن مستوى 4000 دولار يشكّل نقطة مقاومة حرجة. ورغم أن أساسيات المعدن النفيس لا تزال قوية على المدى الطويل، إلا أن السوق بحاجة إلى محفز جديد لإطلاق موجة صعود قوية.

ورغم التذبذب الحالي، يؤكد محللون أن الذهب يمتلك إمكانات صعودية أكبر من مخاطر الهبوط، مدعومًا بالتوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

قالت باربرا لامبريشت، محللة السلع في كومرتس بنك، إن “السوق قد يتحرك جانبيا في الوقت الراهن، لكننا نترقب زخمًا صعوديًا إذا ما استؤنفت البيانات الرسمية بعد الإغلاق الحكومي، إذ قد تدفع التوقعات بخفض الفائدة أسعار الذهب للارتفاع مجددًا”.

ويرى مايكل براون، كبير محللي السوق في “بيبرستون”، أن مستوى 4000 دولار قد يكون “صعبًا للغاية”، لكنه أكد أن نطاق التداول بين 3900 و4400 دولار للأونصة يبدو منطقيًا في الوقت الحالي، مع استمرار الطلب على الملاذ الآمن وارتفاع مشتريات البنوك المركزية حول العالم.

وفي المقابل، أشار نيل ويلش، رئيس قسم المعادن في “بريتانيا جلوبال ماركتس”، إلى أن استقرار سعر الذهب حول مستوى 4000 دولار يعكس “شدًا وجذبًا” بين الأساسيات القوية مثل مشتريات البنوك المركزية، وضغوط فنية ناتجة عن قوة الدولار الأمريكي وجني الأرباح.

ووفقًا لأداة CME FedWatch، تتوقع الأسواق احتمالًا بنسبة 66% لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل. لكن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حذّر من أن القرار لم يُحسم بعد، مما يزيد من حالة الترقب داخل الأسواق العالمية.

ووفقا لـبوابة «المصرف»، يُراقب المستثمرون أيضًا أداء الأسهم الأمريكية باعتبارها مؤشرًا إضافيًا لتحركات المعدن النفيس، خصوصًا مع وصول مؤشرات مثل داو جونز وناسداك إلى مستويات قياسية. ويرى خبراء أن أي تراجع في الأسواق قد يُعيد الذهب إلى مسار الارتفاع، خاصة مع تجدد ضعف الدولار الأمريكي وتزايد الرهانات على الركود التضخمي خلال الشهور المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى