صناعة تعدين البيتكوين تواجه ضغطًا شديدًا مع تحول الشركات نحو الذكاء الاصطناعي

تتعرض صناعة تعدين البيتكوين لضغوط غير مسبوقة، إذ أدى تراجع أسعار العملات المشفرة إلى انخفاض ربحية المعدنين بشكل كبير، وفق بيانات بلومبرج. وقد اضطرت الشركات إلى خفض استثماراتها في الأجهزة لتقليل استنزاف السيولة، بينما انخفض معدل التجزئة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، ما يوضح حجم الخسائر الحالية لكل وحدة من قوة الحوسبة.

أفاد TheMinerMag أن متوسط تكلفة التعدين، بما يشمل المعدات والطاقة والديون، تجاوز الإيرادات الحالية، مما أدى إلى عمل العديد من شركات التعدين العامة بخسارة. وقد لجأ المعدنون إلى خفض سرعة أجهزتهم لتقليل استهلاك الطاقة، حسب تصريح إيثان فيرا، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة لوكسور تكنولوجي، الذي أكد انخفاض معدل التجزئة بنسبة 8% تقريبًا نتيجة استخدام برامج لتقليل تردد الأجهزة.

ويُعد حدث تنصيف مكافأة تعدين البيتكوين في أبريل 2024 نقطة ضغط رئيسية، حيث قلّل من المكافآت التي يحصل عليها المعدنون مقابل التحقق من صحة الكتل، ما أثر مباشرة على الإيرادات. ومع ذلك، لجأ عدد من المعدنين إلى أنظمة هجينة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، وهو ما رفع قيمة أسهمهم مؤقتًا رغم تراجع عوائد التعدين الأساسية.

وتستفيد شركات مثل Core Scientific وTerawulf وIREN من عقود طويلة مع شركات مثل Google وMicrosoft لاستضافة الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي، ما يوفر لها مصادر دخل بديلة تتجاوز التعدين التقليدي. وقال وولفي تشاو، محلل في TheMinerMag: “شهد تعدين البيتكوين تحولًا جذريًا مع خروج العديد من الشركات الكبرى من القطاع، وتحول مراكزها لدعم الذكاء الاصطناعي.”

وأضافت التقارير أن الشركات الخاصة خارج الولايات المتحدة أصبحت تسيطر على جزء أكبر من قدرة التعدين العالمي، بينما تواجه الشركات الأمريكية المدرجة تحديات بسبب ديون مرتفعة وصعوبة تحقيق الأرباح في ظل أسعار البيتكوين الحالية.

ويشير الخبراء إلى أن الطلب على الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة أكبر بكثير من التعدين التقليدي، مع محدودية كمية البيتكوين القابلة للتعدين، والتي ستستنفد بالكامل بحلول عام 2140، حين يعتمد المعدنون كليًا على رسوم المعاملات كمصدر للدخل.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى