وول ستريت تراهن على السندات متوسطة الأجل رغم غموض الفيدرالي الأمريكي

رغم أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خفّض أسعار الفائدة لأول مرة منذ 9 أشهر، دون أن يكشف مسارًا واضحًا لخطواته المقبلة، تواصل كبرى المؤسسات المالية في وول ستريت مثل بلاك روك (BlackRock) وبي جي آي إم (PGIM) ومورجان ستانلي التمسك باستراتيجيتها بالاستثمار في السندات الأمريكية متوسطة الأجل (خاصة الخمس سنوات).
هذه السندات أثبتت تفوقها منذ بداية العام، حيث حققت عوائد بنسبة 7%، مقارنة بـ 5.4% فقط لباقي سوق السندات، وفقًا لمؤشر “بلومبرج” الخاص بالسندات بين 5 و7 سنوات.
السبب وراء الرهان؟
-
السندات متوسطة الأجل تحقق ما يُعرف بـ”العائد الإيجابي” (Positive Carry)، حيث تسمح بجني أرباح إضافية حتى مع التمويل بالاقتراض.
-
مع اقتراب استحقاقها، تزداد قيمتها السوقية، ما يمنح المستثمرين حماية أفضل من تقلبات الفائدة قصيرة الأجل.
ورغم أن تصريحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي، أوضحت أن قرارات المرحلة المقبلة ستُتخذ “اجتماعًا باجتماع”، وأن لا شيء مضمون بعد الآن، فإن المستثمرين ما زالوا يرون “الجزء الأوسط من منحنى العائد” كأفضل نقطة للتوازن بين العوائد والمخاطر.
وفي الوقت الذي تتوقع فيه الأسواق خفضًا إضافيًا للفائدة خلال الاجتماعين القادمين، تستعد بعض المؤسسات لمزيد من الارتباك، خصوصًا مع استمرار تباطؤ النمو الاقتصادي وضغوط التضخم الناتجة عن الحرب التجارية والسياسات الجمركية.
ومع ذلك، حافظت الأسواق على قوتها، إذ واصل مؤشر S&P 500 تسجيل مستويات قياسية خلال 2025، ما يعكس ثقة المستثمرين في أن السندات متوسطة الأجل ستبقى رهانًا رابحًا.





