الصين تتحدى ترامب: إطلاق تأشيرة K لجذب المواهب الأجنبية في الذكاء الاصطناعي

أعلنت الصين عن برنامج تأشيرة K الجديد بهدف استقطاب المهنيين الأجانب وخصوصًا في مجالات العلوم, التكنولوجيا, الهندسة, والذكاء الاصطناعي، في خطوة استراتيجية لتعزيز التفوق التكنولوجي الوطني وتسريع التطوير في القطاعات الحيوية. ويتيح البرنامج للخبراء العمل في الصين دون الحاجة إلى دعم من صاحب عمل محلي، مع مرونة أكبر في مدة الإقامة وتكرار الدخول.

ويأتي هذا البرنامج في وقت يعاني فيه سوق العمل الصيني من ارتفاع معدل البطالة بين الشباب إلى 18.9% في أغسطس 2025، مع دخول 12.2 مليون خريج جامعي جديد لسوق العمل، وهو رقم قياسي يعكس التحديات الكبيرة أمام الباحثين عن وظائف.

أثار البرنامج ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث أعرب المستخدمون عن مخاوف من تدفق المواهب الأجنبية وزيادة الضغط على سوق العمل المحلي، خصوصًا مع احتمالية تقديم طلبات احتيالية نتيجة غياب الرعاية من أصحاب العمل. ورغم ذلك، تؤكد التحليلات الاقتصادية أن البرنامج سيستهدف المواهب التكنولوجية العليا فقط، مما يجعل تأثيره محدودًا على سوق العمل العام.

تأثير عالمي وعربي:

• العالمي: يمثل البرنامج خطوة مهمة في المنافسة بين الصين وأمريكا على استقطاب المواهب العالمية، خصوصًا مع القيود الصارمة على تأشيرات H-1B في الولايات المتحدة وارتفاع تكلفة استقدام الخبراء. ويعزز البرنامج قدرة الصين على اللحاق بالركب في مجالات استراتيجية مثل أشباه الموصلات, الذكاء الاصطناعي, الطاقة النظيفة, والتكنولوجيا الحيوية، ويجعلها منافسًا قويًا في الأسواق العالمية للابتكار والتطوير.

• المنطقة العربية: قد تشهد بعض الدول العربية فرصة للاستفادة من خبرات المهنيين الأجانب الذين يتدفقون إلى الصين، عبر شراكات علمية وتقنية مع الشركات والمؤسسات الصينية، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي, التقنيات الحديثة, والطاقة المتجددة، ما يفتح المجال أمام مشاريع مشتركة ونقل التكنولوجيا.

ويرى الخبراء أن الخطوة تمثل اختبارًا استراتيجيًا لبكين في إدارة المواهب الأجنبية ضمن ضوابط صارمة، مع تعزيز قدرتها على اللحاق بالركب التكنولوجي العالمي، بينما تحافظ على قيود صارمة للعمال ذوي المهارات المحدودة. كما يشير البرنامج إلى انفتاح محدود على المواهب العالمية دون تحرير شامل لسياسات الهجرة التقليدية في الصين.